2011-04-24 13:42:20

قيامة السيد المسيح من الموت


وفي يوم الأحد، جاءت مريمُ المِجدلية إلى القبر عند الفجر، والظلام لم يزل مخيما، فرأت الحجر قد أزيل عن القبر. فأسرعت وجاءت إلى سمعان بطرس والتلميذِ الآخر الذي أحبه يسوع، وقالت لهما: "أخذوا الرب من القبر، ولا نعلم أين وضعوه". فخرج بطرس والتلميذ الآخر وذهبا إلى القبر يُسرعان السيرَ معا. ولكن التلميذ الآخر سبق بطرس، فوصل قبله إلى القبر وانحنى فأبصر اللفائفَ ممدودة، ولكنه لم يدخل. ثم وصل سمعان بطرس وكان يتبعه، فدخل القبر فأبصر اللفائف ممدودة، والمِنديلَ الذي كان حول رأسه غيرَ ممدود مع اللفائف، بل على شكل طوق خلافا لها، وكان كل ذلك في مكانه. حينئذ دخل التلميذ الآخر وقد وصل قبله إلى القبر، فرأى وآمن. ذلك بأنهما لم يكونا قد فهما بعدُ الكتابَ الذي يقول إنه يجب أن يقوم من بين الأموات. (يوحنا 20/1-9)

 

قراءة من القديس غريغوريوس النيصي

الفصح موعد الفرح لكل الناس

 

كنا نرنم مع داود النبي "سبحوا الربَ يا جميع الأمم وامدحوه يا كل الشعوب". إنه يدعو لهذا النشيد كل أبناء آدم على حد سواء: الغرب والشرق وكل ما جوليهما، وسكان الشمال مع الجنوب، فيجرُّ المزمور العالمَ كله. وفي غير محل، يوجه كلامه إلى فئة من الناس، فيدعو القديسين أو عبّاد الله، أما هنا فيجذب الأمم والشعوب على صوت قيثارته.

عندما يزول شكل هذا العالم، على حد قول بولس الرسول، وعندما يُظهر المسيح نفسه للجميع ملكا وإلها، وبعد أن يكون قد تغلب على الأرواح الجاحدة ولجمَ الألسن الملحدة، وقضي على عُجُب اليونان وضلال اليهود وثرثرة الهراطقة، إذ ذاك يسجد له كل الأمم والشعوب الذين كانوا منذ بدء الأزمنة، وتتألف عندئذ جوقة مدائح عجيبة.

لذلك "سبحوا الرب يا جميع الأمم وامدحوه يا كل الشعوب!"، امدحوه لقدرته ومجِّدوا لحِلمه: لقد أحيا الذين سقطوا في الموت وأصلح الإناء المكسور وبدّل برحمته رفات القبر المخيفة، بجسدٍ حيٍ عديم الفساد.








All the contents on this site are copyrighted ©.