البابا يرأس قداس عشاء الرب في كاتدرائية يوحنا اللاتيران

ترأس البابا بندكتس السادس عشر عصر الخميس قداس عشاء الرب في كاتدرائية القديس يوحنا اللاتيران بروما حيث قام برتبة غسل أرجل اثني عشر كاهنا من أبرشية روما تيمنا بالمسيح الذي غسل أرجل تلاميذه خلال العشاء السري عشية آلامه وموته على الصليب.

ذكّر البابا في عظته بكلمات المسيح القائل لتلاميذه: "اشتهيت شهوة شديدة أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم" (لوقا 22، 15). كان الرب ينتظر تلك الساعة التي قدم فيها نفسه لأحبائه بشكل الخبز والخمر ليصبحوا جميعهم كيانا واحدا، وليتبدل من خلالهم العالم كله. وقد عبّر الله من خلال هذا العمل عن حبه العميق للإنسان، هذا الحب الذي ينتظر لحظة الاتحاد، لحظة اجتذاب البشر إليه. المسيح يريد أن يجذبنا إليه، لكن هل نحن مستعدون للاتحاد معه؟ أم أننا غير مبالين به، تشغلنا عنه أشياء واهتمامات كثيرة؟

أكد البابا أن المقاعد الفارغة على مائدة الرب تُركت لنا، ونحن مدعوون اليوم أيضا لتلبية الدعوة والجلوس إلى هذه المائدة المعدة لنا. عشية آلامه وموته على الصليب رفع المسيح الصلاة إلى الله الآب من أجل جميع البشر. المسيح وهب العالم آلامه كي يتبدل ويرتدي حلة جديدة. وأسس سر الإفخارستية ليعطيه للإنسان الجديد وللعالم الجديد.

يروي لنا إنجيل القديس يوحنا أن المسيح وخلال مخاطبته الآب صلى قائلا: "فليكونوا بأجمعهم واحدا كما أنك في يا أبتِ وأنا فيك ... ليؤمن العالم بأنك أنت أرسلتني" (يوحنا 17، 21). إن وحدة المسيحيين التي صلى الرب من أجلها ليلة آلامه لا تتحقق إلا عندما يتحد المسيحيون تماما مع المسيح. ولا بد أن تكون هذه الوحدة منظورة كي تشهد لرسالة المسيح أمام العالم كله. الكنيسة ولدت من سر الإفخارستية، إذ إننا نأكل جميعنا الخبز ذاته ونتناول جسد المسيح الذي يوحدنا ويجعل منا كيانا واحدا.

سمح الله للشيطان بتبديد الخراف، أي تلاميذ المسيح، لكننا على يقين بأن الرب يصلي من أجل إيمان بطرس وخلفائه. وأكد البابا أن جميع البشر ـ باستثناء مريم العذراء ـ يحتاجون إلى التوبة باستمرار، وقال: إننا بحاجة إلى الارتداد والتوبة كي نقبل المسيح في حياتنا، نحتاج إلى تواضع التلميذ الذي يُتم مشيئة معلمه. فلنسأل الرب اليوم أن ينظر إلينا كما نظر عشية آلامه إلى بطرس ليبدل قلوبنا كي نعود إليه تائبين. وختم البابا عظته سائلا الرب أن يهب كنيسته الوحدة ليؤمن العالم به.