2011-04-21 15:58:19

البابا يترأس قداس الخميس المقدس: محور الاحتفال هو تبريك الزيوت الثلاثة المقدسة وتجديد مواعيد الكهنوت


في قداس احتفالي مهيب في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة الخميس المقدس، شارك فيه عدد كبير من الكرادلة ورؤساء الأساقفة والأساقفة وزهاء 1600 كاهن بين من الأبرشيين والرهبان، سطر البابا بندكتس الـ16 أن محور الاحتفال هو تبريك الزيوت المقدسة الثلاثة وتجديد الكهنة لمواعيد سيامتهم الكهنوتية وعهودهم.

لفت البابا إلى أن الأسرار هي تعبير عن حسيّة الإيمان الذي يعانق الجسد والنفس والإنسان برمته كما أن الزيت هو رمز للروح القدس ومن يمسح به يدعى "الممسوح". فكل المسيحيين يدعون "ممسوحين" أي أشخاصا ينتمون إلى المسيح ولأجل ذلك يشتركون في مسحته فيلمسهم روحه القدوس.

وشرح البابا أن الزيوت الثلاثة تشير إلى الأبعاد الجوهرية للوجود البشري، فهناك زيت الموعوظين الذي يرمز إلى أن المسيح وروحه قد لمسانا، ويقول لنا: ليس الناس وحدهم من يبحثون عن الله، بل الله ذاته قرر البحث عنا. وعلينا أن نلتمس وجه الله على الدوام والاستمرار في المسير نحوه وفي الشوق إليه وفي قبول متجدد للمعرفة والمحبة.

وفي زيت مسحة المرضى رأى البابا قوافل الأشخاص المتألمين على مر العصور: الجياع والعطاش، ضحايا العنف في كل القارات، المرضى على مختلف أوجاعهم وآلامهم وآمالهم وخيباتهم، المضطهَدين والمقهورين، وكل الأفراد محطمي الفؤاد. وقال إن أولى مهام الرسل والتلاميذ والكنيسة أيضا، إعلان بشرى الخلاص وفي الوقت عينه، شفاء الروح والجسد.

وأضاف البابا إن الشفاء الأول والأساسي تمّ في اللقاء مع المسيح الذي صالحنا مع الله وشفى قلبنا المحطم. وزيت مسحة المرضى تعبير أسراري مرئي لمهمة الكنيسة القائمة على شفاء ملموس من المرض والألم. وعدد أشخاصا كانوا في الكنيسة قلبا محبا وشافيا للناس، مثل منصور دي بول، لويز دو مارياك، كاميلو دي ليلليس وأخيرا الأم تيريزا دي كلكوتا.

زيت الميرون هو خليط من زيت الزيتون وعطور نباتية، تابع البابا، وهو زيت مسحة الكهنوت والمسحة الملكية، ويستعمل في الكنيسة لمنح التثبيت والسيامات المقدسة. وهنا شدد البابا على كلمة الكتاب المقدس "وأنتم ستدعون كهنة الرب وسيقال لكم خدام الرب إلهنا" (أشعيا 61/6).

ورأى البابا أنه على المسيحيين أن يظهّروا الله الحي أمام العالم ويشهدوا له ويقودوا الناس إليه، لكونهم معمَدين، وألا يخبئونه خجلا وبُهتانا. وسأل: لعل الغرب والبلدان المركزية للمسيحية قد تعبوا من الإيمان بيسوع المسيح، أو تململوا من تاريخهم وثقافتهم، حتى إنهم لا يريدون التعرف على الإيمان بالمسيح يسوع؟ فقال إن احتفال اليوم سانحة للابتهال إلى الله صارخين كيلا نصبح "لا شعبا"!

ورغم الخجل الكبير من أخطائنا، تابع البابا، فلا يجب نسيان أن هناك أمثلة إيمان نيرة في الزمن الراهن وهناك أشخاص يمنحون رجاء للعالم عبر إيمانهم ومحبتهم، كالبابا يوحنا بولس الثاني الذي سيعلن تطويبه الأحد في الأول من أيار مايو القادم.

ولحاملي سر الكهنوت في البازيليك الفاتيكانية وفي العالم أجمع، قال بندكتس الـ16 إن الخميس المقدس هو يومنا. ففي العشاء الأخير، أسس الرب يسوع كهنوت العهد الجديد، وصلى لله الآب من أجل الرسل والكهنة في كل زمن كي "يقدسهم في الحق" (يو 17/7). وخلص إلى تجديد مواعيد الكهنوت مع سائر الكهنة بالقول "أجل، أريد الاتحاد في الصميم بالرب يسوع، في التجرد الكامل عن مشيئتي، مدفوعا بمحبة المسيح".

 








All the contents on this site are copyrighted ©.