2011-04-17 14:34:53

عظة البابا في قداس أحد الشعانين وآلام المسيح


غصت ساحة القديس بطرس بالفاتيكان صباح اليوم الأحد بآلاف المؤمنين قدموا من مختلف أنحاء إيطاليا والعالم للمشاركة في قداس أحد الشعانين الذي ترأسه البابا بندكتس السادس عشر وبثته قنوات التلفزيون العالمية. قال البابا في عظته "نتأثر كل عام في أحد الشعانين لنرافق يسوع على درب جلجلة الحياة. في هذا اليوم وعلى وجه الأرض كلها وعبر القرون، شبان وأناس من مختلف الأعمار يهتفون "هوشعنا في الأعالي! مبارك الآتي باسم الرب!". ولكن ماذا نفعل حقا عندما ندخل في إطار هذا الاحتفال إلى جانب الذين مع يسوع توجهوا إلى أورشليم وأعلنوه ملك إسرائيل؟ إنه أكثر من احتفال أو تقليد؟ ربما يتعلق بواقع حياتنا وعالمنا؟ لإيجاد الجواب علينا أن نوضح ماذا أراد يسوع نفسه. سار يسوع حاجا إلى أورشليم لمناسبة عيد الفصح. يسوع كان يعرف أن فصحا جديدا ينتظره وأنه سيفتح الباب لحياة جديدة نحو الشركة مع الله الحي. إنها مسيرة نحو الصليب، نحو لحظة المحبة المُعطاة. أضاف البابا يقول "إن احتفالنا اليوم يريد أن يكون مسيرة مع يسوع نحو الله الحي. إنها المسيرة التي يدعونا إليها يسوع المسيح. ولكن كيف يمكننا أن نواجه هذه المسيرة؟ ألا تتخطى قوانا؟ أجل، إنها أبعد بكثير من طاقاتنا. لقد غذت الإنسان رغبة بأن يكون "مثل الله"، مستقلا، حرا. ومع أن الإنسانية استطاعت تحقيق إنجازات كثيرة فإن قوة الجاذبية تشدنا إلى الأسفل. وكذلك أيضا نمت، إلى جانب الخير، إمكانات الشر لا بل راحت تهدد التاريخ البشري. إمكاناتنا أيضا لم تتغير. يكفي التفكير بالكوارث التي ضربت الإنسانية في الأشهر القليلة الأخيرة. هناك إذا قوة الجاذبية التي تشد نحو الأسفل، نحو الأنانية والكذب والشر وتبعدنا عن الله. ومن جهة أخرى هناك قوة جاذبية محبة الله التي تشدنا نحو العلاء. الإنسان يوجد في وسط قوة الجاذبية المزدوجة والأمر يتعلق بتحاشي جاذبية الشر كي نكون أحرارا ونتجه صوب قوة جاذبية محبة الله التي تهبنا الحرية الحقيقية. كل هذا قال البابا يقتضي وجود قلب يتطلع نحو العلاء. القلب هو مركز الإنسان، فيه يتحد الفكر والإرادة والمشاعر، الجسد والروح. المركز حيث الجسد يصبح روحا والروح جسدا. مع ذلك نعجز لوحدنا عن رفع قلبنا نحو العلاء بسبب كبريائنا. لكن يسوع بتواضعه رفعنا إلى العلاء. تواضع الله ساعدنا على تخطي الكبرياء لأنه تعبير عن محبته وهذه المحبة تجذبنا نحو العلاء. المزمور رقم 24 الذي تقترحه الكنيسة "كنشيد الصعود" لليتورجية اليوم  يشير إلى بعض العوامل التي بدونها لا يمكننا أن نرفع أنفسنا إلى الله: نقاوة الكفَّين، قلب طاهر، رفض الباطل والبحث عن وجه الله. إنجازات التكنولوجيا تجعلنا نشعر بأننا أحرار وهي مؤشرات تقدّم للإنسانية فقط إذا رافقت هذه العوامل. الإنسانية بحاجة إلى الله الذي يرفع قلوبنا إلى العلاء ويعطينا القوة اللازمة. نحتاج إلى تواضع الإيمان الباحث عن وجه الله. نسير في حج مع الرب نبحث عن القلب الطاهر ونقاوة الكفين، نبحث عن الحقيقة ونلتمس وجه الله. ختم البابا بندكتس السادس عشر عظته في قداس أحد الشعانين بالقول "فلنعبّر لله القدير عن رغبتنا بأن نكون صالحين ولنردد مع صاحب المزامير "ذلك جيلُ من يطلبونه، من يلتمسون وجهَك يا إله يعقوب". آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.