البابا يستقبل البطريرك الماروني والوفد المرافق في زيارته التقليدية للأعتاب الرسولية

عقب انتهاء الخلوة الخاصة التي أجراها البابا بندكتس الـ16 مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي يقوم بزيارة تقليدية للأعتاب الرسولية، توجه البابا إلى قاعة كليمينتينا بالقصر الرسولي في الفاتيكان التي غصت بالوفد اللبناني المرافق، والمؤلف من ممثلين عن مختلف الجهات السياسية والحزبية والروحية.

ألقى البطريرك الراعي كلمة شكر فيها البابا على منحه الشركة الكنسية يوم توليه السدة البطريركية وأكد له أن الكنيسة المارونية ستظل وفية وأمينة لكنيسة روما والكرسي الرسولي، بتعاون مؤمنيها وتضافر جهودهم لإنماء القداسة والمحبة والأمانة ، ولتبقى الشركة والمحبة شعارا قائما للجميع، وأنه سيعمل مع كل المؤسسات الكنسية للحفاظ على الثوابت التاريخية والقيم التي عُرفت بها الكنيسة المارونية.

من جهته، أعرب بندكتس الـ16 عن سعادته باستقبال البطريرك والوفد المرافق له للاحتفال معا بالشركة الكنسية التي منحه إياها في 24 من آذار مارس الفائت مضيفا أن انتخابه بطريركا بعد أيام على اختتام يوبيل 1600 عام على وفاة القديس مارون، تجلى كالثمرة الأبرز بين العطايا والنعم التي نالتها الكنيسة المارونية بشفاعته.

وحيا البابا كل من رافق البطريرك الماروني في لحظات الشركة الكنسية والوحدة لا غش فيها ولا خلل للكنيسة المارونية مع كنيسة روما، مسطرا أهمية الوحدة المنظورة مع الكنيسة الجامعة.

ووجه البابا تحية أخوية إلى البطريرك الماروني السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير معربا عن عاطفته وامتنانه له على تحمله مسؤولية قيادة الكنيسة المارونية لمدى 25 سنة في أدق مراحل التاريخ وأصعبها.

وشدد البابا على أن للبطريرك الجديد مهمةً ورسالةً عظيمتين عند الناس حيث يجب أن يعلن الشركة مع كلام الله ويشهد لها ويحياها، بمؤازرة القوى الحية والحاضرة في لبنان وفي الشرق الأوسط.

ورأى البابا أن البطريرك وسينودس أساقفته سيواصل تلك المهمة عبر تربية الشباب الإنسانية والروحية والأخلاقية والفكرية، بفضل شبكة المدارس ومعاهد التعليم المسيحي، ذات المستوى الحميد. وأمل أن يستفيد منها الشباب لكي يصبحوا بدورهم رجالا ونساء مسؤولين في أسرهم والمجتمع، من أجل بناء تضامن وأخوّة عظيمين.

وحيا البابا في ختام كلمته الشعب اللبناني الممثل بالوفد المرافق من مختلف الطوائف والمشارب السياسية والحزبية، وأوكل البطريرك الراعي إلى شفاعة وصلوات سيدة لبنان، لكونه ابن وسليل الرهبانية المارونية المريمية، ولمار مارون وجميع قديسي وطوباويّي لبنان.