البطريرك صفير يترأس قداس اختتام يوبيل 1600 سنة على وفاة مار مارون

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير يوم أمس الأحد في بازيليك سيدة لبنان ـ حريصا، قداسا احتفاليا لمناسبة اختتام يوبيل ألف وستمائة سنة على وفاة مار مارون، عاونه فيه رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، ممثلا الأب الأقدس... استُهل القداس بكلمة لرئيس لجنة اليوبيل المطران بولس إميل سعادة تحدث فيها عن السنة اليوبيلية، وقال هي سنة إعادة واستعادة وإحياء القيم المسيحية المارونية ـ كنيسة وشعبا وقديسين ـ بالعودة لينابيع المارونية، فكرا وتراثا ورموزا وخيارات تاريخية، وأضاف أنه "من دواعي فضل لجنة اليوبيل أن يكون على رأس كنيستنا في هذه المرحلة غبطة أبينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي كان وبقي الراعي الصالح المستحق والمستأهل لأنه على امتداد ربع قرن من بطريركيته أثبت وأكد للقريبين والبعيدين أنه رجل القضية الذي لا يساوم ويقايض ويهاون ويتراجع، بل يتمسك بالخط التاريخي الذي رسمه الموارنة منذ مئات السنين خط الإيمان والشهادة والريادة والتمسك بالأرض، أرض لبنان المباركة. إننا إذ نجدد شكرنا لقداسة البابا بندكتس السادس عشر الممثل بيننا بنيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، نشكر له كل ما أبداه ويبديه ويفعله خدمة لكنيستنا وشعبنا من عمل في الكرسي ورفع تمثال مار مارون في الفاتيكان واحتضان الموارنة كغرسة أرز للكنيسة الجامعة في الشرق".

وختم المطران سعادة كلمته: "نصلي في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الكنيسة والوطنية لكي يلهم الروح القدس إخوتنا الأساقفة لكي يختاروا عندما يحين الموعد بطريركا يحمل الكنيسة ولبنان في قلبه وعقله وضميره، بطريركا بإيمانه وأعماله وخياراته الكنسية والوطنية وبرؤية واضحة لحاضرنا ومستقبلنا ومستقبل شبابنا وأبنائنا وبناتنا ويحتل مكانا في سلسلة بطاركتنا العظام، فيكون بذلك خير خلف لخير سلف".

رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكردينال ساندري تحدث عن القديس مارون لافتا إلى أنه "كان رجلا متحدا بالله في صلوات متواصلة، ودعي عظيما في كل أنحاء الشرق لأنه كان صورة حية للرب يسوع وصوتا فعالا لصوت الروح القدس"، وأضاف "أعزائي الموارنة، انتم كثر في كل أنحاء العالم حتى نستطيع أن نقول إنكم كالنجوم في السماء، ولو أن العديد قد ترك الوطن الأم لكنه بقي بقلبه ثابتا فيه، ولتصل إلى إخوانكم المنتشرين في كل الشعوب وفي كل بلد من العالم، ومن القلب المريمي في لبنان، من مزار حريصا، خالص صلواتنا"... وتوجّه الكردينال ساندري بكلمة إلى البطريرك صفير قائلا: كنت حارسا لهذا الإرث الروحي كاهنا أولا، ثم أسقفا لخمسين سنة وبطريركا في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة، وأضاف: إننا نشكركم ونطلب إليكم أن تتحدوا معا بالتضرع للروح القدس من أجل الأساقفة المدعوين إلى انتخاب خلفكم. إننا ننقاد فقط بأولوية الله ونفتش عن إرادته المقدسة لنختار أبا ورأسا حقيقيا قادرا على أن يبذل الحياة في سبيل القطيع على مثال الراعي الصالح.