2011-02-28 16:17:57

البابا يستقبل المشاركين في أعمال الجمعية العامة للمجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية


استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الاثنين المشاركين في أعمال الجمعية العامة للمجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية ووجه لهم كلمة قال فيها "في الرسالة لمناسبة اليوم العالمي للاتصالات الاجتماعية لهذه السنة دعوت إلى التأمل في كون التكنولوجيا الحديثة لا تغيّر فقط طريقة الاتصال إنما تولّد بشكل واسع تبدلات ثقافية إذ بدأت تنمو طريقة جديدة للفهم والتفكير مع إمكانات كثيرة لإقامة العلاقات. أريد الآن التوقف على كون الفكر والعلاقة يتحققان من خلال النطق بالمعنى الواسع ولا الحصري فقط. النطق ليس عبارة عن مجموعة من المفاهيم وحسب إنما أيضا الإطار الحي والنابض حيث أفكار الإنسان ومشاريعه تولد من الضمير لتتجسد عبر الحركات والرموز والكلمات. ما يعني بالتالي أن الإنسان لا "يستخدم" الكلام فقط بل "يسكن" فيه. مضى البابا إلى القول إن أشكال النطق الجديدة التي تنمو في التكنولوجيات الرقمية الحديثة تولّد قدرة إدراكية أكثر منه تحليلية وتوجِّه نحو تنظيم منطقي مختلف للفكر والعلاقة مع الواقع ما يعني في غالب الأحيان تفضيل الصورة الظاهرية للكلام. إن التمييز التقليدي بين الكلام المكتوب والشفهي يميل بالتالي إلى الاتصال المكتوب الذي يتخذ شكل اللفظ الشفهي الفوري. وعندما يتبادل الناس المعلومات إنما يتقاسمون رؤيتهم حول العالم ويصبحون "شهودا" لما يعطي معنى لوجودهم. والمخاطر معروفة لدى الجميع: فقدان البُعد الباطني، سطحية عيش العلاقات، واللجوء إلى فضاء التأثر ومن ثم تفوق الفكرة الأكثر قناعة نظرا للرغبة في البحث عن الحقيقة. كل هذا أضاف البابا يقول ليس إلا نتيجة لعدم القدرة على عيش معنى الحداثة بشكل أصيل وكامل. من هنا ضرورة التأمل بالكلام وليد التكنولوجيات الحديثة. نقطة الانطلاق هي الإعلان الإلهي الذي تم عبر الكلمة الإلهي ما يعني بالتالي أن الإيمان يُغني ويُنعش الثقافة التي تتحول إلى ناقلة للإيمان. لا بد أن ننصت بحذر لكلام بشر أزمنتنا اليوم كي نكون يقظين لعمل الله في العالم. وفي هذا الإطار يكتسب عمل المجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية دورا بالغ الأهمية في التعمق "بالثقافة الرقمية" من خلال التشجيع على التأمل والتحلي بوعي أفضل للتحديات المطروحة أمام الجماعة الكنسية والمدنية. لا بد من التحلي بالشجاعة للتفكير بطريقة أكثر عمقا، كما حصل في أزمنة غابرة، بالعلاقة بين الإيمان وحياة الكنيسة والتبدلات التي يعيشها الإنسان. إن عالم الاتصالات يطال العالم الثقافي بكامله والاجتماعي والروحي للشخص البشري. إن العودة إلى القيم الروحية تسمح لنا بإنماء إعلام إنساني حق.   

 








All the contents on this site are copyrighted ©.