البابا بندكتس السادس عشر يقبل استقالة البطريرك الماروني الكردينال مار نصر الله صفير ويوجه لغبطته رسالة

قبل البابا بندكتس السادس عشر استقالة البطريرك الماروني الكردينال مار نصر الله بطرس صفير من منصبه ووجه له للمناسبة رسالة جاء فيها ما يلي "إن السنة المكرسة للذكرى الستمائة بعد الألف على وفاة القديس مارون شارفت نهايتها: فترة نعمة أُعطيت للكنيسة المارونية خلال هذا اليوبيل الاستثنائي. إنها أيضا فترة تتويج لخدمتكم لمجد الله وخير جميع المؤمنين. لقد منحكم الله بمحبته اللامتناهية مهمة خدمة جماعتكم الكنسية. ووجد هذا الخيار السري تعبيرا له في تجاوبكم مع مشيئة الرب على مثال أم الله "فليكن لي بحسب قولك". لقد احتفلتم السنة الفائتة بالذكرى الستين لسيامتكم الكهنوتية: تجربة أمانة ومحبة ليسوع المسيح الكاهن السيد. في شهر تموز يوليو القادم ستُتاح لكم فرصة رفع الشكر للثالوث الأقدس على مرور خمسين سنة على سيامتكم الأسقفية. وخلال ما يقارب 25 سنة تعاونتم مع سلفَيكم على كرسي أنطاكية قبل أن ينتخبكم السينودس بطريركا على هذا الكرسي في 19 من نيسان أبريل 1986. لقد بدأتم خدمتكم النبيلة وسط حرب أدمت لبنان طوال سنوات عديدة. وبتوق عميق إلى السلام قدتم خطى هذه الكنيسة على دروب العالم لتعزية شعبكم المضطر للهجرة. وأخيرا حل السلام، الهش دائما، لكنه حالي دائما. إن البابا يوحنا بولس الثاني الذي سيكون لي فرح إعلانه طوباويا في الأول من شهر أيار مايو القادم دعاكم لتكونوا عضوا في مجمع الكرادلة، في 26 من نوفمبر 1994، ليُدخلكم في شركة عميقة مع الكنيسة الجامعة. وكان لزيارة سلفي إلى بيروت عام 1997 للتوقيع على الإرشاد الرسولي ما قبل السينودس: خبرة جديدة للبنان، أنْ طبعت من جديد الرابط المستمر لكنيستكم مع خليفة بطرس. عندما دعوتُ لعقد السينودس الاستثنائي من أجل الشرق الأوسط في شهر أيلول سبتمبر من عام 2009 شئت تعيينكم رئيسا فخريا منتدبا للتأكيد على قيمة الخدمة الكنسية التي قدمتموها باسم المسيح. لقد باركتُ في الأيام القليلة الأخيرة تمثال القديس مارون الذي وُضع في حنية الجدار إلى يمين مدخل بازيليك القديس بطرس في نهاية السنة اليوبيلية وأُتيح لي أن أحييكم ومعكم رئيس الجمهورية اللبنانية وعدد كبير من الأساقفة والمؤمنين. لقد شئتم التخلي عن منصبكم كبطريرك على الموارنة في هذا الظرف الخاص. والآن أقبل بقراركم الحر الذي يعبّر عن تواضع عظيم وتمسك عميق. وأنا على ثقة بأنكم سترافقون دائما مسيرة الكنيسة المارونية بالصلاة والنصائح الحكيمة والتضحيات. ختم البابا بندكتس السادس عشر رسالته إلى البطريرك الماروني الكردينال مار نصر الله بطرس صفير بالقول "أسأل الله القدير، بشفاعة القديس مارون والعذراء سيدة لبنان، أن يستمطر عليكم نعمه. وأمنحكم بعطف كبير بركتي الرسولية وكذلك أيضا للأساقفة والكهنة والأشخاص المكرسين وجميع مؤمني الكنيسة المارونية وللأمة اللبنانية المحبوبة"!

عن الفاتيكان، 26 شباط فبراير 2011