2011-02-22 17:20:59

رسالة البابا لمناسبة الصوم 2011: "دُفنتم مع المسيح في المعمودية وأُقمتم معه أيضا" (كول 2/12)


عقدت دار الصحافة الفاتيكانية اليوم الثلاثاء مؤتمرا صحفيا قدم خلاله الكاردينال روبرت ساره رئيس المجلس الحبري قلب واحد "كور أونوم"  رسالة البابا بندكتس الـ16 لمناسبة الصوم 2011 وهي بعنوان "دفنتم مع المسيح في المعمودية وأقمتم معه أيضا"" (كول 2/12).

قال البابا إن زمن الصوم الذي يقودنا إلى الفصح المقدس يشكل للكنيسة زمنا طقسيا ثمينا وهاما، وشدد على أهمية التوبة والتقشف والصيام والصلاة في هذه المسيرة الفردية والجماعية في الكنيسة.

رأى البابا أن الحياة أعطيت للمؤمنين في المعمودية حين أصبحنا شركاء في موت وقيامة المسيح وهي "مغامرة التلميذ السعيدة والبهجة". فالمعمودية ليست طقسا من الماضي بل اللقاء مع المسيح الذي يطبع وجود المعمَّد ويهبه قوة الحياة الإلهية ويدعوه لتوبة صادقة تبدأ مع النعمة الإلهية ودعمها، ليبلغ إلى ملء قامة المسيح.

لفت البابا إلى أهمية كلام الله في مسيرة المؤمن المسيحي نحو القيامة فقال إن الكنيسة تقود المؤمنين إلى لقاء مكثف مع الرب وتجعلهم سائرين على محطات الابتداء المسيحي. فالمسيرة الصيامية تجد كمالها في الثلاثية الفصحية وبنوع خاص في الأمسية العظيمة في الليلة المقدسة، إذ يجدد المؤمنون مواعد عمادهم ويؤكدون أن المسيح هو رب الحياة، ويتعهدون بعزم وحزم على التجاوب مع فعل النعمة الإلهية ليكونوا حقا تلاميذه.

رأى البابا أن الصيام يعين على تخطي الأنانية وعيش منطق العطاء والسخاء، فقال إن الممارسات التقليدية للصوم والصدقة والصلاة تعبر عن التزام بالتوبة والاهتداء، كما يربي زمن الصوم بطريقة أكثر راديكالية على محبة المسيح. لا يشكل الصيام للمسيحي أي نوع من أشكال التهديد أو التخويف، إنما ينفتح على الله وعلى احتياجات الناس ويجعل من محبة الله محبة للقريب والجار.

لفت البابا إلى تجربة التملك وجشع المال التي تحتل مكان الله الأولي في حياة الإنسان، ويسبب التملك عنفا وقهرا ودمارا وموتا، لذا تدعو الكنيسة في هذا زمن الصيام إلى ممارسة الصدقة أي القدرة على المشاركة والتقاسم. وأردف أن عبادة الخيور والممتلكات لا تبعد الواحد عن الآخر وحسب، بل تجرد الإنسان وتعريه وتجعله يائسا وتغشه، لأنها تضع الأمور الدنيوية مكان الله الذي هو المصدر الوحيد للوجود والحياة.

وخلص البابا إلى القول إن مسيرة التوبة والاهتداء نحو القيامة تقودنا، عبر اللقاء الشخصي بالمسيح الفادي وعبر الصيام والصدقة والصلاة، إلى اكتشاف معموديتنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.