2011-02-19 16:37:16

ختام الدورة 44 لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان


شهد الصرح البطريركي الماروني في بكركي لبنان، اختتام الدورة السنوية العادية 44 لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان والتي بدأت في 14 من الجاري برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ومشاركة بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث، البطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس 19، وأساقفة الكنائس الكاثوليكية في لبنان والرؤساء العامين ومندوبين عن الرؤساء الأعلين وأعضاء مكتب الرئيسات العامات، وحضر جلسة الافتتاح السفير البابوي المطران غبريال كاتشا.

ركز المجلس على أن الحضور المسيحي يقتضي الترسخ في الأرض التي هي عنصر أساسي من هوية الأشخاص والشعوب، ومساحة حرية. ويذكر المسيحيين بأن حضورهم في مجتمعاتهم يحمّلهم مسؤولية الشهادة للمسيح ولإنجيله الخلاصي، ويشكل مساهمة في إغناء حضارة منطقة الشرق الأوسط. ويذكرهم بأن محافظتهم على الأرض هي أمانة لهويتهم ورسالتهم وللمجتمع الذي يريده الله مكانا لمسيرتهم التاريخية. فالأرض مرتبطة بالإنسان حتى النهاية ويشملها مثله عمل الفداء. ويوصي هذا المجلس بإنشاء مؤسسة تهدف إلى توفير وسائل التنمية للمسيحيين في الأرياف والمناطق الحدودية.

ولفت إلى أن "موجة الاحتجاجات الشعبية والتظاهرات والاعتصامات القائمة في المنطقة التي تسقط الحكام وتبدل الأنظمة وتدعو إلى التغيير، إنما تذكر المسؤولين السياسيين بأنهم مؤتمنون على توفير الخير العام في المجالات الاجتماعية والأمنية والاقتصادية والإنمائية للمواطنين التي تمكنهم من تحقيق ذواتهم وتأمين العيش بكرامة.

ودعا المسؤولين السياسيين في لبنان "للتعالي على مصالحهم الخاصة والفئوية، والإقلاع عن زج البلاد في سياسة المحاور الإقليمية والدولية، وعن التمحور في أحلاف خارجية تخوض صراع نفوذ على أرضنا وعلى حسابنا، مع الحرص على الانفتاح والتعاون في إطار جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة والشرعية الدولية".

أما الاعتداءات التي وقع ضحيتها المسيحيون في العراق ومصر وسواهما من البلدان، فقد آلمت أعضاء المجلس الذين يعربون عن تضامنهم معهم، ويطالبون حكومات هذه البلدان والمنظمات الإقليمية والدولية بالعمل على أن يتمكن المسيحيون من العيش في أمان ومن مواصلة مساهمتهم في تنمية مجتمعاتهم بحكم المواطنية. كما يطالبون أن يحموا جميع، المواطنين، من التعديات الإرهابية.

وبما أن المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط مواطنون أصيلون وأوفياء لأوطانهم ويؤدون كامل واجباتهم تجاهها، فإن هذا المجلس يطالب حكومات هذه البلدان بتمكينهم من التنعم بكل حقوق المواطنة، وبحرية الضمير والعبادة، وبالحرية في مجال التربية والتعليم، وفي استعمال وسائل الاتصال الاجتماعي، كما يطالبون المرجعيات الإسلامية بقول الحقيقة بشأن الأصوليات الدينية والاعتداءات الإرهابية على المسيحيين بسبب إيمانهم المسيحي.

إن كنيسة المسيح شركة تعاش بالوحدة والتنوع على مثال الشركة الثالوثية. وقد تميزت كنائسنا في الشرق، منذ نشأتها، بتنوع التقاليد الليتورجية والروحية والثقافية والتنظيمية الخاصة. وبما أن الشركة هبة من الله تستدعي جوابا منا، لا بد لكنائسنا الشرقية الكاثوليكية، في منطقة الشرق الأوسط، من تفعيل دينامية الوحدة في التنوع نظرا لتأثيرها الكبير على حاضرنا ومستقبلنا، وعلى التزامنا وشهادتنا في محيطنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.