2011-02-17 16:02:30

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الخميس 17 شباط فبراير 2011


تنضم الكنيسة الكاثوليكية المصرية إلي كل أبناء مصر الأوفياء لتشكر الله تعالي علي التوفيق الرائع لحركة شباب 25 يناير البواسل التي انضم إليها كل المواطنين المخلصين، إن لم يكن بالتواجد الشخصي، فبالمشاركة الوجدانية، وبالدعاء إلي الله تعالي  من أجل خير مصر الحبيبة وبمتابعة أخبارها لحظة بلحظة في تلهف وترقب وآمال عظيمة. كان من المنتظر إجراء التغيير تدريجيا مراعاة لبنود الدستور، ولكن إرادة الشباب والشعب حسمت مسيرة الأحداث. ونحن علي ثقة أن كل التطلعات ستتحقق بإذن الله.

الشكر لجموع الشباب المحبّين للوطن، الذين كانوا في أساس اندلاع الشرارة التي انطلقت منها هذه الحركة، فتحوّلت إلي بركان ثائر لا يمكن إخماده، استقطب كل القوى الرافضة للأوضاع الخاطئة المتحكّمة طويلا في البلاد، متطلعة إلي غد أفضل وأكثر إشراقا لمصر الحضارة، متّحدة حول قضية واحدة: حب مصر وكرامة أبنائها. إن مصر تكتب تاريخها دون انقطاع منذ 7000 سنة بحروف من نور ونار، وها هو يتوهّج اليوم بإشراقة جديدة ساطعة .

تحيّة لأرواح الشهداء الذين بذلوا حياتهم في سبيل إشراق شمس هذا اليوم التاريخي الفارق. فليتغمّدهم الله تعالي بواسع رحمته ويضمّهم إلي الأبرار الأوفياء، وليعط العزاء وسلام القلب لذويهم ويتولاهم برعايته. وصلواتنا من أجل المصابين والجرحى ليستردوا تمام الصحة، ومن أجل ضحايا العنف والتخريب ليستعيدوا بناء ما ضاع أو تهدّم .

والشكر الجزيل لكل من أسهم في حماية الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة في تلك الفترة الحرجة: اللجان الشعبية، ورجال القوّات المسلحة، وقوّات الأمن. لقد أفرزت هذه الخبرة واقعا غاب عنا طويلا، ألا وهو تلاحم كل أبناء الوطن، شبابا وكبارا وصغارا، مسلمين ومسيحيين، بلا أية تفرقة أو تمييز، في وحدة الهدف والعمل والعطاء، من أجل خير مصر وأمن وسلامة البلاد. ونحن واثقون أن هذه المشاعر التي ملكت علي كل القلوب ستدوم في المستقبل القريب والبعيد.

والآن حان وقت العمل الجاد والحاسم والملتزم، حتى ترجع مصر في طليعة الدول اجتماعيا واقتصادياً وسياسياً، فتتألق من جديد بحضارتها المتأصّلة التي أضاءت العالم علي مدى التاريخ. مع كل أبناء مصر، نتطلع إلي خطوات سريعة تحقّق ما أعلنه المجلس الأعلى لقيادة القوّات المسلحة، ألا وهو إعادة بناء الوطن علي أسس دستورية صحيحة. نريد أن تأخذ مصر مكانها ومكانتها عاليا بين الدول الحديثة، دولةً مدنية، دولة ديمقراطية، تقوم علي أسس القوانين والعدالة والمساواة ، وتحترم حرية الإنسان وكرامته علي أساس المواطنة وحدها، تفتح أبواب المشاركة لكل الأطياف دون أن تختزل الأشخاص والفئات في أحد أفرادها، وتحقق كل ما نادى به المحللون والسياسيون والمفكرون لدرء الشروخ التي أصابت وشوّهت بنيانها في كافة الميادين. وها هم أبناء مصر الأوفياء مستعدون لبذل كل غال ورخيص من أجل خير ورفعة الوطن الغالي. والكنيسة الكاثوليكية بكل مؤسّساتها ستعمل معهم يدا بيد لإعادة البناء وتكملة المسيرة نحو غدٍ أفضل .

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.