2011-02-13 15:44:16

إنجيل الأحد السادس من الزمن العادي: محطة روحية عند كلمة الحياة


قال يسوع: "لا تظنوا أني جئت لأبطل الشريعة أو الأنبياء. ما جئت لأبطل بل لأكمل. الحق أقول لكم: لن يزول حرف أو نقطة من الشريعة حتى يتم كل شيء، أو تزول السماء والأرض. فمن خالف وصية من أصغر تلك الوصايا وعلّم الناس أن يفعلوا مثله، عُد الصغير في ملكوت السماوات. وأما الذي يعمل بها ويعلمها فذاك يعد كبيرا في ملكوت السماوات. فإني أقول لكم: إن لم يزد بركم على بر الكتبة والفريسيين لا تدخلوا ملكوت السماوات. سمعتم أنه قيل للأولين: "لا تقتل، فإن من يقتل يستوجب حكم القضاء". أما فأقول لكم: من غضب على أخيه استوجب حكم القضاء، ومن قال لأخيه: "يا أحمق" استوجب حكم المجلس، ومن قال له: "يا جاهل" استوجب نار جهنم ... سمعتم أيضا أنه قبل للأولين: "لا تحنث، بل أوف للرب بأيمانك"، أما أنا فأقول لكم: لا تحلفوا أبدا، لا بالسماء فهي عرش الله، ولا بالأرض فهي موطئ قدميه، ولا بأورشليم فهي مدينة الملك العظيم. لا تحلف برأسك فأنت لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة منه بيضاء أو سوداء. فليكن كلامكم: نعم نعم، ولا لا. فما زاد على ذلك كان من الشرير". (متى 5 / 17 – 37)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+ 407)

يجب الله كل من يحفظ وصاياه، إذ قال يسوع: "والذي يحبني أحبه أنا وأظهر له ذاتي" (يوحنا 14، 21). ومن يعرض عنه الله؟ هو ذلك الذي لا يحفظ وصاياه. إذا عندما ترى أحدا يحتقر مشيئة الله وناموسه، أكان غنيا أم معافى، لا تشك بأن الله يحول وجهه عنه. وعلى العكس فإنه يحب البار والتقي أكان فقيرا أم مريضا. ألم تسمع ما يقوله الكتاب المقدس؟ "لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن له" (أمثال 3، 12). طبعا قد تقول لي إن أناسا كثيرين يعثرون بهذا. عقلهم هم السبب لأنهم لا يفكرون هذا التفكير البسيط: المكافأة لا تعطى في الحياة الحاضرة، إذ هنا حلبة الجهاد، أما الجوائز والأكاليل فستعطى في الحياة الأخرى.

يجب ألا نحزن من أجل أولئك الذين يجربون ويعانون، بل لأجل أولئك الذين على الرغم من أنهم يخطأون لا يعاقبون. فضلا عن ذلك فإن العقابات تمنع عن الخطيئة وتقود إلى الفضيلة. إن كان هكذا قد تقولون لي: إذا كانت العقابات تبعد الشر حقا إذا لماذا لا يعاقبنا الله على كل خطيئة نقترفها؟ سأجيبكم: لو كان الله يعاقب كل إنسان على كل خطيئة يقترفها، ستهلك الإنسانية كلها وستُفقد إمكانية التوبة. انظروا على سبيل المثال وضع الرسول بولس، لو أن الله عاقبه لأجل اضطهاد المسيحيين، ولو أماته بالأحرى، كيف كان سيتوب ويحقق أعمالا مميزة لدى الله ويقود المسكونة من الضلال إلى الحقيقة. انظروا إلى الأطباء أيضا كيف يعملون. عندما يصاب أحد ما بجرح عميق، يطبقون طرقا علاجية، ليس وفقا لعدد الجروح وحجمها، بل وفقا لاحتمال الجسد. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.