2011-02-10 16:15:15

رئيس مجمع الكنائس الشرقية في عيد القديس مارون: كونوا قلبا واحدا وروحا واحدة وتذكروا مسؤوليتكم التاريخية في الحفاظ على المسيحية في الشرق


لمناسبة عيد القديس مارون مؤسس وشفيع الكنيسة المارونية، أقيم أمس الأربعاء قداس احتفالي في كنيسة القديس مارون التابعة للوكالة البطريركية المارونية في روما ترأسه المونسنيور طوني جبران وكيل البطريرك الماروني وعاونه الوكلاء العامون للرهبنات المارونية لدى الكرسي الرسولي بمشاركة رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري الذي ألقى كلمة قال فيها:

"لعيد القديس مارون معنى مميز هذا العام الذي فيه نحتفل بيوبيل 1600 سنة على وفاة القديس مارون، وهو ناسك نذر ذاته للرب وأصبح مؤسسا وأبا لكنيسة موقرة. وأرادت كنيسته أن توحد اسم أنطاكيا، المدينة الأم لتقليديها اللاهوتي والليتورجي والروحي، باسم أبيها ومؤسسها لتقطف ثمار قداسته.

كوني مباركة أيها الكنيسة الأنطاكية المارونية، لأجل البركات التي أحلها الرب عليك بشفاعة القديس مارون. صلاتنا نرفعها من أجلِك ولأبيك ورأسك الكاردينال نصرالله بطرس صفير، الذي إليه أوجه تحية صادقة.

رفعت هذه الصلاة في 17 من يناير الفائت خلال زيارتي إلى حلب ونواحيها حيث دفن القديس مارون. تزامنت زيارتي وعيد أب الحياة الرهبانية القديس أنطونيوس الكبير، الذي تكرمونه أشد إكرام.

أوجه كلمة إلى الجالية الكنسية اللبنانية لأذكرها بعطية سينودس أساقفة الشرق الأوسط الكبيرة. فبينما يجري التحضير للإرشاد الرسولي ما بعد السينودس، لا بد للموارنة وللطقوس الشرقية واللاتينية كافة أن يتذكروا الدعوة ليكونوا "قلبا واحدا وروحا واحدة". هكذا يريدكم القديس مارون: قلبا واحدا وروحا واحدة! وقد علمكم أن هذا ممكن فقط إذا ما كان الله عظيما فيما بينكم، إن الله هو من يجعل الإنسان عظيما. ولتستوحِ الجماعة الكنسية وحدتها الداخلية من الإفخارستيا المقدسة، هذه الوحدة بين الرعاة ومن ثم بين الرعاة والمؤمنين لدعم السلوك الأخلاقي ولينتعش وطن الأرز النبيل بالروح.

نعيش معكم فترة قلق حيال ما يحصل في أمتكم، وكلنا رجاء ببلوغ توافق وطني في سبيل الخير العام ومن أجل مستقبل كريم للبنان بين شعوب الأرض. فليلمس الرب ضمير كل واحد، بدءا من المسؤولين عن الحياة الاجتماعية. ومنكم أيها الموارنة يُطلب السهر الخاص لحماية كرامة وحرية ضمير الشخص البشري وحرية دينه.

ننتظر كلنا يوم 23 من شباط فبراير في روما لختام يوبيل 1600 عاما على وفاته بوضع تمثاله خارج البازيليك الفاتيكانية. سيبارك البابا بندكتس الـ16 التمثال بمشاركة البطريرك والأساقفة الموارنة وحضور رئيس الجمهورية اللبنانية والسفراء وعدد كبير من المؤمنين الذي سيتوافدون من الوطن الأم ومن المهجر.

تنتظر الأمة اللبنانية الحبيبة من أولاد القديس مارون شهادةَ الأخوّة المسكونية وما بين الأديان. وهي الرسالة التي يوكلها إليكم البابا: أن تكونوا بناة الوحدة والتضامن والسلام في لبنان، لتكونوا بذلك "ملح الأرض ونور العالم". كونوا قريبين ممن يهبون حياتهم أمانة للمسيح، دون نسيان أن دم الشهداء هو دائما بذرة لمسيحيين جدد.

تذكروا أيها الموارنة مسؤوليتكم التاريخية في الحفاظ على المسيحية في الشرق. كونوا بَذرةً خصبة للتعاون بين الأديان والثقافات ضمن احترام حقوق الجميع وواجباتهم ومن دون أي تمييز. كونوا دائما وسطاء سلام وحضارة باسم المسيح، فلا يختفينَّ اسمُه أبدا من لبنان وليستمر صليبه في إلهام المسيرة الدينية والمدنية".

(وكالة زينيت)








All the contents on this site are copyrighted ©.