2011-02-09 17:39:47

الأب منصور لبكي: القديس مارون لم يؤسس الموارنة


تعمّ الكنيسةَ المارونية اليوم في لبنان والمشرق وأنحاء العالم كافة الاحتفالات بعيد القديس مارون أبِ الطائفة المارونية وباختتام يوبيل 1600 عام على وفاته (+410) في نواحي حماة بسورية.

ولخمس سنوات خلت، كتب المونسنيور منصور لبكي مقالا لافتا عن القديس مارون في مجلة الرعية التابعة لأبرشية بيروت المارونية بعنوان "مار مارون لم يؤسس الموارنة"، نقتطف منه بعض المقاطع:

"ماذا قال مار مارون؟ لا أحد يعرف. أما ماذا كان مار مارون، فكلنا نعرف. كان قديسا. ماذا تعني هذه الكلمة؟ تعني أنه احترق بالرب احتراق الحطب بالنار، فصار نورا ونارا: نورا يضيء عتمات الناس ونارا تعيد إليهم الدفء. لم يفكر مارون مرة واحدة برهبنة تكمل عمله، أو بمؤسسة تخلد ذكره.

أراد الامّحاء الكلّي والانقطاع عن الناس، ولأنه أراد ذلك "انتقم" الناس فأتوا إليه، مشدودين بطريقة عجيبة غريبة، لا إلى مال ولا إلى جاه ولا إلى مناصب ولا إلى بيت. أتوا لأن في داخلهم نارا لا يريدونها أن تطفأ، هي نار الإيمان التي تشتعل من كلام الرب، ورأوا في مارون "الحطب الكافي" كي لا تطفأ. فكان أتّونا من النار يحرق حتى القلوب الفاترة والرطبة.

غريب هذا القديس الذي صار شفيع أمّة "غصبا عنه". هرب من المجد فلحقه المجد بعد موته، وانتزع تلاميذه منه دستور حياتهم ونصّبوه شفيعا ورئيسا لهم على الدوام، فصحّ بذلك قول المسيح إن حبة الحنطة عليها أن تموت لكي تنبت سنابل: فالسنابل أينعت ولا تزال.

هل الموارنة قديسون؟ نعم وكلا. المارونية قديسة بمن صاغها ونسجها وخاطها وزيّنها، فصارت كالوردة مع أشواك، وكالصخر في البحر تلاطمه الأمواج.. مارون شفيع أمّة؟ نعم. إنه كالنبع في الوادي تقصده لتملأ جرّتك فتروي عطشك". 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.