2011-02-06 16:59:43

تنامي التيارات الإسلامية الراديكالية يشكل تهديدا خطيرا لمستقبل المجتمع الباكستاني


لقد آن الأوان لتُسمع الأكثرية الصامتة صوتها وتقف في وجه التأثير المتنامي للتيارات الإسلامية الراديكالية في باكستان. هذا ما قاله رئيس أساقفة لاهور ورئيس مجلس أساقفة باكستان المطران لورانس سالدانها في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الكاثوليكية الأمريكية كاثوليك نيوز آيجنسي. قال الأسقف الباكستاني: نجد أنفسنا اليوم أمام مستقبل مظلم، فإذا تمكن الإسلاميون من الوصول إلى الحكم سيفرضون الشريعة الإسلامية على جميع المواطنين الباكستانيين. لذا من الأهمية بمكان أن تستيقظ الأكثرية الصامتة وإلا جُرّت إلى ظلمات العصور الوسطى.

أوضح المطران سالدانها أنه يسعى جاهدا إلى تعزيز الحوار بين الأديان، لاسيما بين المسيحيين والمسلمين آملا أن تحمل هذه المبادرة الأمن والسلام والازدهار للبلاد التي تشهد اضطرابات منذ الرابع من كانون الثاني يناير الماضي تاريخ اغتيال حاكم ولاية بنجاب سلمان تاسير، وهو أحد الداعين إلى إلغاء ما يُعرف بقانون التجديف في باكستان.

على أثر عملية الاغتيال سارعت جماعات إسلامية عدة، بينها حركات شبابية، إلى الإشادة بقاتل تاسير واصفة إياه بالبطل. وتعليقا على هذه الظاهرة قال رئيس أساقفة باكستان: يجد العديد من المسلمين أنفسهم ملزمين على الوقوف إلى جانب أي شخص يتصرف بهدف الدفاع عن الإسلام، ولذا رحبت جهات عدة بالجريمة التي ارتكبها ممتاز قادري وهو أحد حراس تاسير الشخصيين.

أوضح سالدانها أن هذا التصرف يُعتبر طبيعيا في بيئة يسودها التطرف والجهل والفقر المدقع، وما يزيد الطين بلة تنامي عدد المدارس القرآنية في البلاد، وحتى المدارس الرسمية تُقدم على زرع مشاعر الحقد حيال غير المسلمين، تماشيا مع تعاليم وتوجيهات العديد من الأئمة الراديكاليين.

لفت سالدانها إلى أن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي شأن "فايسبوك" ساهمت في توعية العديد من الشبان الباكستانيين الذين يرفضون اليوم الانجرار وراء التيارات الراديكالية ويطمحون بقيام دولة عصرية ومتحضرة في باكستان.

وختم رئيس أساقفة باكستان حديثه الصحفي مشيرا إلى أن الغارات الجوية التي تشنها طائرات حربية أمريكية على المناطق القبلية حيث يتقوقع مقاتلو طالبان وتنظيم القاعدة تساهم إلى حد كبير في تأجيج مشاعر الحقد والعدائية تجاه المسيحيين، إذ إن السواد الأعظم من الرأي العام الباكستاني لا يميّز بين الغرب والمسيحية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.