2011-01-30 13:22:47

إنجيل الأحد الرابع من الزمن العادي: محطة روحية عند كلمة الحياة


فلما رأى يسوع الجموع، صعد الجبلَ وجلس، فدنا إليه تلاميذه فشرع يعلمهم قال: "طوبى لفقراء الروح، فإن لهم ملكوت السماوات. طوبى للودعاء، فإنهم يرثون الأرض. طوبى للمحزونين، فإنهم يُعَزَون. طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يُشبعون. طوبى للرحماء، فإنهم يُرحمون. طوبى لأطهار القلوب، فإنهم يشاهدون الله. طوبى للساعين إلى السلام، فإنهم أبناء الله يُدعون. طوبى للمضطهَدين على البر، فإن لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم إذا شتموكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كلّ كذب من أجلي، افرحوا وابتهجوا: إن أجركم في السماوات عظيم، فهكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم. (متى 5/1-12)

 

قراءة من القديس غريغوريوس النيصي (+395)

لنبدأ بتأمل الكلمات الأولى: "طوبى لفقراء الروح، فإن لهم ملكوت السماوات". إذا صدف أن رجلا جشعا حصل على وثيقة ترشده إلى اكتشاف مخبأ كنز ثمين، ماذا يفعل؟ هل يعرِض عنه أم يتشبث بما اكتشف؟ مع العلم أن الوصول إلى هكذا كنز يتطلب منه ومن الذين يطمعون به جهدا كبيرا واجتيازَ المشقات وركوبَ المخاطر. مع ذلك هل يرفض بسبب هذه الصعاب ويحتقر النعمة ويحكم على نفسه بالراحة وعدم الكدّ والتعب، من أجل أن لا يغتني؟ إن الأشياء لا تتم على هذا النحو، بل يبدأ باستدعاء أصدقائه ويجمع من جميع الأماكن كل الوسائل الممكنة ويحرك العمال كافة لغزو الكنز المخفي. هذا هو الكنز يا إخوتي، الذي تذكره الكتابات المقدسة، ولكن الغنى مخفي في الظلام. إذا كنا نهدف لامتلاك الذهب غير الفاسد، فلنشبك أيدينا في الصلاة كي ينكشف لنا الكنز. سنتقاسم الكنز، وكل واحد سيمتلكه بكامله.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.