نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية السبت 29 يناير 2011

الرئيس المصري يقيل الحكومة ويتعهد بإصلاحات وأوباما يدعو إلى اتخاذ خطوات ملموسة للإصلاح السياسي

تجمع صباح السبت آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة وطالبوا بمحاكمة الرئيس حسني مبارك بتهمة سرقة ونهب البلاد على الرغم من استقالة الحكومة صباح اليوم. ردد المتظاهرون هتافات تندد بالفوضى وأكدوا أنهم يعملون من أجل مصر وحمايتها. يحصل هذا في الوقت الذي طالبت فيه جماعة الأخوان المسلمين باستقالة الرئيس مبارك الذي لم يرد في خطابه إلى الأمة ـ حسب ما قال محمد البلونجي المسؤول في هذه الجماعة ـ على مطالب المتظاهرين. محمد البرادعي أيضا طالب برحيل مبارك في الوقت الذي استمرت فيه التظاهرات في المدن المصرية. قناة الجزيرة أشارت إلى مقتل 23 متظاهرا في مدينة الإسكندرية. وفي ميدان التحرير في وسط القاهرة، وفي ظل تواجد الجيش الذي انتشر في المدينة لتهدئة الوضع، ردد المتظاهرون "على مبارك أن يرحل". في غضون ذلك استأنفت اليوم السبت شبكات هواتف المحمول في مختلف أنحاء القاهرة خدماتها جزئيا بعد أن انقطعت قبل يوم أثناء احتجاجات غير مسبوقة تنادي بتنحي بمبارك إلا أن الرسائل النصية لم تعمل بعد وما زالت شبكة الإنترنت التي قُطعت الجمعة لتطويق التظاهرات المعادية للنظام معطلة. ولعبت شبكة الإنترنت والهواتف النقالة دورا أساسيا في التظاهرات التي تشهدها مصر منذ الثلاثاء الماضي. فجر اليوم السبت سقطت أمطار قليلة على وسط القاهرة لكنها لم تكن كافية لغسل آثار المعركة التي شهدها ميدان التحرير قبل ساعات بين المحتجين المطالبين بإنهاء حكم الرئيس مبارك وقوات الأمن. مقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم كان المبنى الوحيد الذي اندلعت فيه النيران على مقربة من ميدان التحرير. ويطل المبنى على نهر النيل ولا يفصله عن وسط العاصمة إلا مجمّع المتحف المصري الذي انتشرت حوله وحدات الجيش. خلال احتجاجات يوم أمس الجمعة التي توّجت أربعة أيام من التظاهرات المناوئة لحكم مبارك أصبحت مقار الحزب الحاكم في العديد من المدن هدفا لغضب المحتجين الذين اقتحموها أو أضرموا فيها النيران. من جهتها بدأت واشنطن في ممارسة ضغوط علنية من أجل إصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية فورية في مصر التي شهدت مدنها اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لا بل "الرصاص الحي" وفقا لمصادر طبية. قال مبارك في خطابه إلى الأمة إن طريق الإصلاح الذي اخترناه لا رجوع عنه وسنمضي عليه بخطوات جديدة تؤكد احترامنا لاستقلال القضاء ولمزيد من الحرية للمواطنين. وأضاف أنه سيتم اتخاذ خطوات جديدة لمحاصرة البطالة ورفع مستوى المعيشة وتطوير الخدمات والوقوف إلى جانب الفقراء ومحدودي الدخل. كذلك توالت ردود الفعل الدولية إذ دعت لندن إلى إصلاحات فيما طالبت برلين مبارك السماح بقيام تظاهرات سلمية. ودعت باريس إلى ضبط النفس والحوار وطالبت الحكومة الإيطالية بالإنهاء الفوري لأي شكل من أشكال العنف فيما دعت ستوكهولم إلى مبادرة سياسية تقود إلى انتخابات رئاسية مفتوحة وديمقراطية هذا العام. العاهل السعودي هاتف الرئيس مبارك وعبّر له عن تضامنه ووقوفه إلى جانب الحكومة المصرية في هذه الفترة الصعبة منددا بمحاولات النيل من سلامة وأمن الدولة المصرية. أحداث مصر طغت على اهتمامات الصحف الجزائرية السبت إذ رحب معظمها بما أقدم عليه المصريون وتمنت خلاصهم من نظام الرئيس حسني مبارك. صحيفة "الفجر" الجزائرية كتبت أن مصر على طريق تونس في إحداث التغيير المطلوب بواسطة الشارع. ولأول مرة في التاريخ تشرق الشمس على مصر من الغرب! الشارع المصري يهز هرم مبارك. أما إيران فدعت القادة المصريين إلى الانصياع لمطالب المتظاهرين وتحاشي اللجوء إلى العنف لإسكات صوت الشارع. وقال متحدث بلسان الخارجية الإيرانية إن الاحتجاجات في مصر تتجاوب مع "موجة إسلامية" تتوق إلى العدالة. وأضاف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ثقة بنجاح الثورة في مصر واصفا موجة الاحتجاجات في عدد من البلدان العربية بأنها "بركة". وجاء على الموقع الإلكتروني لصحيفة "دو تلغراف" البريطانية أن الولايات المتحدة على الرغم من دعمها حكومة مبارك باشرت منذ ثلاث سنوات وبشكل سري بدعم بعض المنشقين يُظن بأنهم وراء موجة الاحتجاجات الشعبية في مصر كجزء من مخطط لتسهيل "تغيير النظام" ديمقراطيا في عام 2011. تجمع فريق من المسؤولين في حركات إسلامية ونقابات أمام مقر السفارة المصرية في عمّان تعبيرا عن دعمهم مطالب الشعب المصري في ثورته على نظام الرئيس مبارك. وما يزيد الطين بلة أن فريقا من المتظاهرين هاجم اليوم السبت مقر القيادة العامة لقوى الأمن في بلدة رفح على الحدود مع إسرائيل ما أدى إلى مقتل ثلاثة شرطيين.  المفوضية الأوروبية دعت الحكومة المصرية إلى وقف إراقة الدماء وإطلاق حوار مع الشارع المصري وأكدت ضرورة احترام الحقوق الإنسانية. عشية افتتاح قمته السادسة عشرة في أديس أبيبا أبدى الاتحاد الأفريقي أبدى قلقا شديدا حيال الأحداث المصرية ودعا القادة السياسيين في القاهرة إلى اعتماد الحكمة والاعتدال وتحاشي اللجوء إلى القوة للتصدي لمطالب المحتجين. 

 

نجيب ميقاتي يختتم استشارات تشكيل الحكومة في لبنان

اختتم رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي استشارات أجراها مع الكتل النيابية والنواب في البرلمان بهدف تشكيل حكومة لبنانية جديدة أكد بعدها أنه لم ولن يلتزم خطيا بأي شروط أو طلبات لأحد الأطراف. قال ميقاتي للصحفيين "استمعت على مدار يومين إلى آراء وأفكار تمنحني زخما كبيرا للإسراع في تشكيل الحكومة واستنتجت أن القواسم المشتركة التي تجمع اللبنانيين أكثر بكثير من نقاط الخلاف التي يمكن أن تُحل عبر الحوار".  ومع انتهاء المشاورات في البرلمان تبدأ محادثات وراء الكواليس على شكل مفاوضات تتناول خصوصا توزيع الحقائب الوزارية بعد الاتفاق على شكل الحكومة والبيان الوزاري الذي يحدد الخطوط العريضة لعمل الحكومة. وأكد ميقاتي أنه يعمل على تشكيل حكومة يكون فريق العمل فيها منسجما.