2011-01-15 16:40:20

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية السبت 15 يناير 2011


استمرار الانتفاضة في تونس على الرغم من هروب زين العابدين بن علي ومخاوف من اتساع رقعة الاحتجاج

استيقظت تونس صباح السبت تحت صدمة القلق وغياب اليقين وأطلق العديد من سكان العاصمة التونسية ومدن تونسية أخرى عبر التلفزيون نداءات لطلب تدخل عاجل من الجيش لحمايتهم من عصابات تقوم بأعمال نهب وتدمير رغم إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجول في البلاد. وعزا العديد من الشهود معظم أعمال العنف هذه إلى ميليشيات الحزب الحاكم أي التجمع الدستوري الديمقراطي الغاضبين من فرار الرئيس السابق زين العابدين بن علي وذلك بهدف زعزعة استقرار البلاد.

الاضطرابات التي تعصف بتونس منذ شهر أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي الذي هرب من البلاد ولجأ إلى السعودية في ما علم من مصادر رسمية أن رئيس البرلمان التونسي تولى اليوم السبت السلطة مؤقتا وفقا للبند رقم 57 من الدستور. وذكرت المحكمة الدستورية التونسية أن الانتخابات الرئاسية في البلاد ستجري خلال شهرين.

جاء الإعلان عن فرار بن علي الذي يحكم تونس بيد من حديد منذ 23 عاما بعد ساعات من إعلان حالة الطوارىء عقب صدامات عنيفة رغم قراره حل الحكومة والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة. وذكرت مصادر مطلعة أن بعض أفراد عائلة بن علي غادروا معه في ما اعتقل الأمن التونسي أفرادا من أقاربه لدى محاولتهم مغادرة مطار تونس الدولي.

حيال هذا الوضع تدخّل رئيس الوزراء المنصرف محمد الغنوشي ليؤكد أن تعزيزات من الجيش ستنشر سريعا لضمان الأمن وحماية السكان وأن مشاورات مع الأحزاب الرئيسة بدأت لتشكيل حكومة تآلف جديدة.

من جهتها أكدت السعودية وصول الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وعائلته إلى المملكة في ساعة مبكرة من صباح السبت للبقاء فيها لفترة لم تحدد. وذكر بيان للديوان الملكي أنه انطلاقا من تقدير الحكومة السعودية للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي  فقد رحبت الحكومة السعودية بقدوم الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة.

أمام تفاقم الأوضاع الداخلية في تونس أعلنت الحكومة الروسية إجلاء رعاياها في هذا البلد حيث يتواجد أكثر من مائتي سائح روسي. بلدان أخرى حذت حذو روسيا ومنها ألمانيا وتركيا. من جهته كرر الاتحاد الأوروبي ضرورة الوصول إلى حلول ديمقراطية في تونس وأكد اهتمامه بتطورات الأوضاع في هذا البلد. كما دعا جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بالاعتدال والهدوء لتحاشي وقوع مزيد من الضحايا.

أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون دعا جميع الأطراف في تونس إلى ضبط النفس وحل المشاكل بشكل سلمي تجنبا لفقدان مزيد من الأرواح وتصاعد العنف. باريس قالت إنها أخذت علما بالعملية الدستورية الانتقالية في تونس وأضافت أنها تأمل بالتهدئة وإنهاء العنف. جامعة الدول العربية دعت القوى السياسية التونسية إلى البقاء صفا واحدا لمواجهة الأوضاع الداخلية في البلاد.

وفي لندن دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السلطات التونسية إلى بذل كل ما في وسعها لإيجاد حل سلمي للأزمة وإجراء انتخابات حرة وتحقيق المزيد من الحريات السياسية في هذا البلد. في واشنطن أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن أملها في العمل مع التونسيين طوال هذه الفترة الانتقالية للسلطة.

في غضون ذلك يبدو أن موجة الاحتجاج طالت بلدانا عربية أخرى فقد أفاد شهود عيان أن آلاف الأردنيين تظاهروا في مدن عديد احتجاجا على ارتفاع الأسعار بشكل فاحش. وردد المتظاهرون ومعظمهم أعضاء في النقابات المهنية والأحزاب اليسارية شعارات ورفعوا لافتات تدعو إلى استقالة حكومة رئيس الوزراء سمير الرفاعي.

كما جرت تظاهرة حاشدة بالقرب من مسجد الإمام الحسين في وسط عمّان طوقتها قوات الأمن. وذكرت تقارير إعلامية أن تظاهرات مشابهة اندلعت في مدن أخرى شأن إربيد والكرك شمال البلاد وجنوبها. وجاءت الاحتجاجات رغم قرار الحكومة في وقت سابق خفض أسعار السلع الأساسية وأنواع معينة من الوقود في محاولة للتخفيف من أثار ارتفاع الأسعار بسبب الأزمة المالية العالمية وارتفاع أسعار النفط.

وتخطط المعارضة التي يقودها الإسلاميون ونقابات مهنية لتنظيم تظاهرة ضخمة غدا الأحد بهدف ممارسة ضغوط لإجراء إصلاح سياسي. وأعلن حزب "جبهة العمل الإسلامي" الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن أنه قرر المشاركة في التظاهرة لكن مشاركته ستقتصر على المحافظات ولن تكون في العاصمة.

وفي هذا السياق أصدرت شخصيات أردنية بيانا أشادت فيه بما وصفته بانتصار ثورة الشعب التونسي. وجاء فيه أن الثورة التونسية وضعت حدا لأكثر من نصف قرن من جمود الحياة السياسية العربية وخضوع شعوب الوطن العربي للحكام المستبدين الذين أقاموا شبكات مظلمة من الفساد والإفساد ونهبوا الثروات الوطنية ووضعوا مقدرات البلاد في أيدي زمر من الفاسدين وسوّروا المظالم والنهب بالكذب والقمع.

 

الحريري يأسف لبلوغ المساعي السعودية السورية طريقا مسدودا وزعيم حزب الله يتحدث غدا الأحد عن الأزمة الحكومية

أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال المستقيلة سعد الدين الحريري عن أسفه لبلوغ المساعي السورية السعودية طريقا مسدودا داعيا إلى عدم الركون إلى الشكوك بأن الجهد السعودي لمساعدة لبنان تراجع بفعل الضغوط.  وقال إنه أجرى مع رئيس الجمهورية مباحثات تناولت المستجدات السياسية والوطنية في ضوء ما آلت إليه المساعي السعودية ­السورية حول لبنان وقرار عدد من الوزراء بالاستقالة من الحكومة.

من جهة أخرى أعلنت قناة "المنار" التابعة لحزب الله أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله سيُطل مساء غد الأحد على القناة ليتحدث عن الأزمة الحكومية في لبنان وآخر التطورات والسيناريوهات السياسية المحتملة. يحصل هذا عشية بدء الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاثنين مشاورات نيابية لتسمية رئيس حكومة جديد بعد سقوط حكومة الوحدة الوطنية.

على صعيد آخر التقى الرئيس السوري بشار الأسد اليوم السبت في دمشق الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط وناقش معه الأزمة السياسية في لبنان على أثر سقوط حكومة الحريري. تطرق الطرفان أيضا إلى الأوضاع الإقليمية الراهنة ووقعا على ضرورة إدراك خطورة تحاشي تدخل أطراف خارجية في الشأن اللبناني. 








All the contents on this site are copyrighted ©.