2011-01-09 13:23:12

أحد معمودية الرب: وقفة روحية عند كلمة الحياة


في ذلك الوقت ظهر يسوع وقد أتى من الجليل إلى الأردن، قاصدا يوحنا ليعتمد عن يده. فجعل يوحنا يمانعه فيقول: "أنا أحتاج إلى الاعتماد عن يدك، أوأنتَ تأتي إليَّ؟" أجابه يسوع: "دعني الآن وما أريد، فهكذا يَحسُن بنا أن نتم كل بِرّ". فتركه وما أراد. واعتمد يسوع وخرج لوقته من الماء، فإذا السماوات قد انفتحت فرأى روحَ الله يهبِط كأنه حمامة وينزل عليه. وإذا صوتٌ من السماء يقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضِيت".

(متى 3/13-17)

 

قراءة من القديس تيودوروس المبسوَسْطي

العماد أساس الوحدة

 

عندما أوصى بولس الرسول أهل أفسس، في كلامه على اتفاق القلوب بأن يكونوا قلبا واحدا، ذكر بحق وصواب هذه الطبيعة الإلهية التي توجب عليهم أن يكونوا إرادة واحدة. فقال: "اجتهدوا في المحافظة على وحدة الروح برباط السلام" (أف 4/3)، وكما أنكم ولدتم من روح واحد لتكونوا واحدا بولادتكم، هكذا يقتضيكم أن تكونوا مرتبطين ومتحدين الواحد بالآخر، ويوضح قائلا: "فهناك جسد واحد وروح واحد، كما أنكم دُعيتم دعوةً رجاؤها واحد" (أف 4/4). ذلك أنكم، لما كنتم قد ولدتم من روح واحد، صرتم الجسد الواحد للمسيح، إذ الرأسُ هو ذلك الرجل الذي منه كلُ الجسد، به تآلفنا مع تلك الطبيعة الإلهية، نحن الذين ننتظر في العالم الآخر الشركةَ معها، نؤمن بأن جسد تواضعنا سيتغيّر ليكون على صورة جسد مجده (فيلبي 3/21). فعلى رجاء هذه الخيرات قد دُعينا وولدنا من المعمودية بقوة الروح القدس، حتى أننا اقتبلنا، كرمز وعربون للمستقبل، باكورةَ الروح القدس، مما أكسبنا ولادة جديدة، بفضلها أُتيح لنا أن نصبح الجسد الواحد للمسيح.








All the contents on this site are copyrighted ©.