نيويورك تايمز تنتقد ما يتعرض له مسيحيو الشرق الأوسط

تحت عنوان "المسيحيون محاصرون في مصر والعراق"، انتقدت افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ما تعرض له مسيحيو الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، وقالت إن العام الماضي وحده شهد مقتل وإصابة المئات على أثر التعرض لهجمات متفرقة، الأمر الذي أذكى نيران التوتر الطائفي والسياسي في اثنتين من كبرى بلدان المنطقة.

أشارت الافتتاحية إلى عواقب تفجير كنيسة "القديسَين" بالإسكندرية عشية الاحتفال بالعام الجديد والمتمثلة في نزول المئات من المسيحيين إلى الشارع للتعبير عن سخطهم واستيائهم ومطالبة الحكومة بحمايتهم.

وأوضحت نيويورك تايمز، أن المتشددين، مع الأسف، لديهم أرض خصبة في مصر التي كانت يوما من الأيام مرتعا للتسامح والتنوع والتعددية، وانتهج النظام المصري سياسة تقوم على قمع الأصوليين المسلمين، مما أدى في نهاية المطاف إلى تبنيهم مناهج متطرفة. ومع تضاؤل الدعم السياسي الذي يحظى به، سعى النظام لإرضاء الأغلبية المسلمة من خلال التمييز ضد الأديان الأخرى، خاصة المسيحيين الأقباط، الذين يشكلون 10% من تعداد السكان، بالإضافة إلى مجتمع البهائية الأصغر، على حد تعبير الصحيفة.

وأكدت افتتاحية نيويورك تايمز أن مصر تعمد دوما إلى إرجاع أسباب العنف بين المسلمين والمسيحيين إلى العوامل الخارجية، حتى أن الرئيس مبارك أكد في خطابه تعليقا على الهجوم أن هناك "أصابع أجنبية" انتشرت بصماتها في الحادث، ومع ذلك لفت المسؤولون إلى إمكانية تورط مصريين في هذا الحادث. ودعت السلطات المصرية لضرورة تكثيف جهودها للبحث عن مرتكبي الحادث وتوجيه الاتهامات إليهم.

ومن ناحية أخرى، تحدثت الافتتاحية عن فرار آلاف المسيحيين من العراق بعد تعرض كنيسة "سيدة النجاة" ببغداد لهجوم دموي في أكتوبر الماضي أسفر عن مقتل 51 شخصا وكاهنين، تلاها سلسلة من الهجمات استهدفت المجتمع المسيحي، فيما أعلنت جماعة "دولة العراق الإسلامية"، التابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الحادث وهددت بشن المزيد من الهجمات.

وختمت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها مؤكدة أن كل من الحكومتين المصرية والعراقية في أمس الحاجة لمواجهة مرتكبي مثل هذه الحوادث، ولا ينبغي أن تكون هجمات المتشددين ذريعة لمزيد من الاستبداد في الدولتين، وإذا ما أخفقت الحكومتان في توفير الأمن لجميع مواطنيها، فحتما ستضر مجتمعاتهما المتنوعة، ويجب على كل من مبارك والمالكي أن يعثرا على التوازن الصحيح، بأقصى سرعة.

(إعداد رياب فتحي)