2011-01-06 14:34:31

عظة البابا في قداس عيد ظهور الرب "الغطاس": معايير الله مغايرة لمعايير البشر


قال البابا في قداس احتفالي أقامه اليوم الخميس في البازيليك الفاتيكانية لمناسبة عيد ظهور الرب "الغطاس" إن الكنيسة في عيد ظهور الرب تواصل التأمل والاحتفال بسر يسوع المخلص، وسلط الضوء على هوية المجوس وطبيعة النجم الهادي الذي قادهم إلى بيت لحم للسجود للطفل الملك.

التقى المجوس هيرودس الملك وهو رجل سلطة لا يرى في الآخر إلا خصما يجب محاربته، وربما كان الله خصما يحرم الناس من فضائهم الحيوي واستقلاليتهم وسلطتهم، لذا يجب التعتيم عليه. وسأل: قد يكون بعض من هيرودس في داخلنا؟ وقد نرى الله ربما خصما لنا! وحين نرى الله هكذا، سنبقى غير راضين ومكتئبين. علينا إقصاء فكرة الخصومة عن أذهاننا، والانفتاح على يقين الله الذي هو المحبة القديرة.

العلماء واللاهوتيون والخبراء الذين التقاهم المجوس، قال البابا، يعرفون تفسير الكتاب المقدس بدقة، ولكنهم، كما كتب القديس أغسطينس، يحبون أن يجعلوا ذواتهم قادة للآخرين ويدلون على الطريق، بينما هم لا يعرفون المشي ولا يتحركون. الحقيقة هي الطريق التي يجب أن نسير عليها يوميا برفقة الآخرين إذا أردنا بناء وجودنا على الصخر وليس على الرمل.

تساءل البابا عن طبيعة النجم الذي أرشد المجوس إلى بيت لحم وحير علماء الفضاء، فقال إن كيبلر اعتقد أنه نوفا أو سوبر نوفا أي إحدى النجوم التي تشع ضوءا خفيفا ويمكن فجأة أن ينفجر باطنها بقوة هائلة فيحدث نورا عظيما. أولئك الرجال العلماء يبحثون عن أثر الله وتوقيعه عبر الخليقة، ولكن البحث عن الله، قال البابا، يتم عبر عيون العقل الدفينة المفتشة عن المعنى الأخير للواقع وعبر الشوق إلى الله الذي يحركه الإيمان، عندها يستطيعون لقيا الله.

وفيما يتعلق بالمجوس السائرين إلى أورشليم على أمل أن يهديهم النجم إلى بلاط ملكي حيث يرقد الطفل الموعود، قال البابا إنهم أدركوا تماما أنه غير موجود هناك في مراكز السلطة والثقافة إنما في بيت لحم المدينة الصغيرة، قادهم النجم لعند الفقراء والمتواضعين كي يجدوا ملك العالم، مشددا على أن معايير الله تغاير معايير البشر. ولفت إلى أن قدرة الله تتجلى في العالم بشكل مختلف: في بيت لحم حيث نلتقي عدم القدرة الظاهرة لمحبته، وإلى هذا المكان يجب أن نتوجه وهناك سنجد نجم الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.