2011-01-03 16:26:50

ردود فعل إقليمية ودولية على الاعتداء على الكنيسة القبطية في الإسكندرية ومصادمات بين الأقباط وعناصر قوى الأمن المصري


توصلت أجهزة الأمن المصرية إلى معلومات مهمة بشأن الهجوم الذي وقع أمام كنيسة القديسَين مار مرقس والأنبا بطرس في الإسكندرية تشير إلى أن منفذ العملية كان يسعى للدخول إلى الكنيسة لارتكاب الجريمة بالداخل لإحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية حسب ما ذكر مصدر أمني. ورجح المصدر أن منفذ الهجوم على الكنيسة والذي أسفر عن سقوط 22 قتيلا و 96 جريحا شعر بالارتباك عندما شاهد رجال الشرطة المكلفين بحراسة الكنيسة يقفون بالشارع مما دفعه إلى ارتكاب جريمته أثناء خروج الضحايا من الكنيسة عقب انتهاء القداس. ويسعى المسؤولون إلى استخدام الحامض النووي لتحديد هوية الضحايا الذين تحولوا إلى أشلاء وتحديد هوية منفذ الجريمة التي تشير التحريات إلى أن جثته تحولت إلى أشلاء أيضا. وتم تكثيف الوجود الأمني في المناطق الحدودية كي لا يتمكن أحد من المتورطين في الحادث من الهرب وتشديد المراقبة في المرافىء والمطارات وتوسيع دائرة الاشتباه للوصول إلى أي خيوط قد تقود إلى منفذ العملية. ويقوم فريق من رجال شرطة المطارات والموانىء بإعداد قائمة بأسماء الذين وصلوا إلى البلاد في الفترة الأخيرة. وعلم أن السلطات المختصة تجري تحريات لمعرفة ما إذا كان هناك متسللون دخلوا مصر قبل فترة عيد الميلاد عبر الحدود بمساعدة مصريين.

عن آخر التطورات نستمع إلى تقرير مراسلنا في القاهرة إميل أمين. RealAudioMP3

وفي ما استمر تصاعد ردود الفعل على هذا الاعتداء رفض الفاتيكان مساء الأحد اتهامات شيخ الأزهر للبابا بندكتس السادس عشر بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية بسبب دعوته العالم إلى حماية المسيحيين بعد هذا الاعتداء. وقال مدير دار الصحافة الفاتيكانية الأب فديريكو لومباردي حسب ما نقلت وكالة أنسا الإيطالية للأنباء إن البابا تكلم عن التضامن مع المجموعة القبطية التي تعرضت لضربة قاسية ثم عبّر بعدها عن القلق من تداعيات العنف على كل السكان أكانوا مسيحيين أم مسلمين.  وأضاف "لذلك لا نرى كيف يمكن أن يُعتبر هذا الموقف من البابا الراغب ببث روح اللاعنف أمام الجميع تدخلا. أعتقد أن هناك سوء تفاهم في التواصل. لقد أشرنا إلى تعرض كنيسة مسيحية للهجوم وهذا يعني أننا أعربنا عن القلق إزاء الأقليات المسيحية التي يستهدفها العنف وهذا لا يعني أننا نريد تبرير أو التقليل من شأن العنف الذي يستهدف مؤمنين من ديانات أخرى. وردا على البابا قال شيخ الأزهر في مؤتمر صحافي إنني أختلف مع البابا في هذا الرأي وأتساءل لماذا لم يطالب البابا بحماية المسلمين عندما تعرضوا لأعمال قتل في العراق؟ واعتبر الشيخ أحمد الطيب أن كلام البابا يُعتبر تدخلا غير مقبول في شؤون مصر مشددا في الوقت نفسه على أن كل العلماء المسلمين يعلمون أن ذلك الحادث لا يُقره دين أو نظام اجتماعي. وفي لبنان توالت ردود الفعل على هذا الاعتداء على الصعيدين السياسي والديني. المزيد من التفاصيل في تقرير مراسلتنا في بيرون دارين الحلوة. 00:02:26:81

من جهته قال مستشار شيخ الأزهر محمود عزب "نرفض أي حماية من الولايات المتحدة لمسيحيي مصر لأننا أناس متمدّنون ولن نسمح باندلاع حرب طائفية في بلادنا. وأضاف أن المصريين مسلمين ومسيحيين متحدون ضد الإرهاب ويقفون صفا واحدا لمواجهة محاولات زعزعة الاستقرار في البلاد. من جهته استنكر مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ التفجير الذي طال كنيسة قبطية في مدينة الإسكندرية معتبرا إياه عملا إجراميا لا يمت للإسلام بصلة. وقال في تصريحات لصحيفة "عكاظ" في عددها الصادر الاثنين إنه عمل غير جائز شرعا فالإسلام يحرّم العدوان على الغير بكل صوره وأشكاله مضيفا أن سفك الدماء وقتل الأبرياء بغير حق أمر لا يقره شرع ولا عقل فالإسلام ليس دين التفجيرات ولا يجيز استهداف دور عبادة غير المسلمين وما حدث أمر محزن ومؤسف. وشدد آل الشيخ على أن ما حدث في مصر هدفه الأول والأخير ضرب المسلمين بعضهم ببعض ورفع حدة الغضب ضدهم وإشغالهم عن واجباتهم الأساسية وضرب الوحدة الوطنية في مصر وإشعال فتيل الأزمات والصراعات وهو أمر لا يقره الإسلام. العاهل المغربي الملك محمد السادس وصف الاعتداء على الكنيسة القبطية بأنه فعل إجرامي يرمي إلى زرع الانشقاق بين المصريين. وأضاف أن المغرب دولة وشعبا يرفض أي شكل من أشكال العنف والتعديات على حقوق الإنسان. ودعا العاهل المغربي إلى التسامح والاحترام المتبادل بين مختلف الحضارات والديانات. أمين عام الأمم المتحدة الأسبق الدكتور بطرس بطرس غالي قال إن التوتر بين الأقباط والمسلمين هامشي لأن مَن يزرع القنابل ينوي زعزعة استقرار مصر. رأى الدكتور غالي في هذا الاعتداء ثلاثة عوامل: أولا مبادرة أتت من الخارج وثانيا الهدف منه أي تشويه صورة مصر مقارنة ببلدان عربية أخرى تشهد نزاعات أو خلل داخلي وثالثا وأخيرا الدين الذي لا يشكل عاملا حاسما برأي الدكتور غالي. الأب اليسوعي سمير خليل سمير الخبير في الشؤون الإسلامية علّق على هذا الاعتداء بالقول "يتنامي في مصر توتر بين المسلمين والمسيحيين وتخضع البلاد إلى ضغوط تطرف إسلامي زادت حدته مؤخرا بدافع ضعف سلطة السياسة العلمانية. ويحاول الأصوليون الاستفادة من الأزمة الاقتصادية الراهنة لإضعاف موقف الحكومة. ومن خلال هجمات إرهابية مماثلة يحاولون إلغاء الحكومة وتسلّم السلطة بشكل نهائي". بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل بعث برسالة تعزية إلى بابا الأقباط شنودة الثالث بضحايا الاعتداء على كنيسة القديسَين مار مرقس والأنبا بطرس. أكدت الرسالة قرب الجالية الأرثوذكسية الروسية من أقباط مصر في محنتهم وكون هذا الاعتداء يغذي النزاعات الطائفية.

أساقفة فرنسا الأرثوذكس عبّروا عن قلقهم أمام تنامي الأعمال الإرهابية بحق مسيحيي الشرق الأوسط الرامية إلى إجبار الجاليات المسيحية على مغادرة المنطقة. طلب الأساقفة من السلطات الفرنسية والأوروبية اتخاذ إجراءات فورية لوقف أعمال العنف ومساعدة بلدان الشرق الأوسط على تحقيق نموذج تعايش سلمي مستند إلى الحقوق والإقرار بالآخر. وزير الخارجية الإيطالية فرانكو فراتيني قال إنه سيقترح على المفوضية الأوروبية أن يقدم الاتحاد الأوروبي "المساعدات مقابل الحقوق" للدول التي تسعى إلى توفير الحماية للمسيحيين وأن يقلص أو يُلغي مساعداته للبلدان التي لا تحمي المسيحيين من المجازر. وتمنى على الاتحاد الأوروبي أن يضطلع بدور في هذا السياق كي لا تخوض إيطاليا منفردة معركتها ضد الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون حول العالم.








All the contents on this site are copyrighted ©.