2011-01-02 16:55:29

تنامي القلق بين الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط


ينقسم مسيحيو الشرق الأوسط الذين استهدفهم تنظيم القاعدة في العراق من خلال هجوم على كنيسة السريان الكاثوليك في بغداد إلى طوائف عدة  يتنامى لديها الشعور بعدم الأمان والتهميش. ويعيش في الشرق الأوسط، مهد المسيحية، 20 مليون مسيحي بينهم 5 ملايين كاثوليكي من أصل 356 مليون نسمة وفقا للأرقام التي نشرها سينودس الشرق الأوسط الذي انعقد في الفاتيكان في أكتوبر الماضي. وتتعدد العوامل التي تدفع الكثيرين من مسيحيي الشرق إلى الهجرة وخصوصا في العراق ومن بينها النزاعات وعدم الاستقرار السياسي والصعوبات الاقتصادية والتمييز والاضطهاد وتنامي الإسلام المتشدد. ويشكل أقباط مصر الذين يمثّل الأرثوذكس غالبيتَهم العظمى أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط. ورغم أن الأقباط المصريين لا تربطهم علاقة كنسية بالسريان الكاثوليك في العراق فإن تنظيم "دولة العراق الإسلامية" الموالي للقاعدة والذي تبنى الهجوم على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة في بغداد أكد أن هذا الاعتداء هو تحذير للكنيسة القبطية المصرية وأمهلها 48 ساعة للإفراج عن مسلمات مأسورات في سجون أديرة في مصر وذلك حسب مركز "سايت الأمريكي" المتخصص في مراقبة المواقع الإسلامية. ويشير بيان المجموعة الموالية للقاعدة إلى المصريتَين القبطيتين وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته وهما زوجتا قسَين ينتميان إلى الكنيسة القبطية سرت شائعات واسعة حول اعتناقهما الإسلام بعد تركهما منزل الزوجية  الأولى عام 2004 والثانية في يوليو 2010. وكانت أجهزة الأمن المصرية تدخلت لإعادة المرأتين إلى الكنيسة القبطية بعد غضب واحتجاج شديدين من قبل أتباعها وقيادتها. ويشكو الأقباط في مصر من أنهم مهمشون ومستبعدون من المناصب العليا في المؤسسات الرئيسية للدولة مثل الشرطة والجيش والجامعات والقضاء. ويتزايد إحساس الأقباط بالخطر بشكل مطرد منذ موجة العنف الإسلامي التي اجتاحت مصر في ثمانينات القرن الماضي واستهدفت خلالها التنظيمات الإسلامية أكثر من مرة الأقباط. وتزايد قلق الأقباط منذ الصعود السياسي لجماعة الأخوان المسلمين التي حققت في الانتخابات التشريعية عام 2005 اختراقا غير مسبوق بفوزها بعشرين بالمائة من مقاعد مجلس الشعب. وفي العراق يُعتبر الوضع مقلقا بشكل خاص بعد سبع سنوات على الغزو الأميركي. ويُقدر عدد المسيحيين في العراق بين 450 ألفا و500 ألف نسمة من بينهم 300 ألف كاثوليكي مقابل 378 ألفا في عام 1980. ويشكل الكلدان 80% من الكاثوليك في العراق والسريان 20% منهم. أما غير الكاثوليك فإن 80% منهم آشوريون والباقين سريان أرثوذكس أو أرمن أرثوذكس. ويعيش في دول الخليج وفق تقديرات متطابقة 3,5 ملايين مسيحي ينتمون إلى كنائس عدة وغالبيتهم من المهاجرين الآسيويين أو من الكاثوليك الغربيين. ويحق لهؤلاء ممارسة شعائرهم الدينية باستثناء أولئك المقيمين في السعودية حيث تحظر السلطات إقامة أي شعائر دينية غير شعائر الإسلام. وألقي القبض على 12 فيلبينيا وقسا في السعودية مطلع الشهر الماضي بتهمة التبشير بسبب تنظميهم لقداس في السر. وفي سورية لا توجد إحصاءات رسمية بعدد المسيحيين لكن المحللين يؤكدون أنهم يمثلون 5% إلى 10% من إجمالي 20 مليون نسمة هم سكان سورية. وفي لبنان يشكل المسيحيون بمن فيهم الطائفة المارونية الكبيرة 34% من عدد السكان الذي يقدر بأربعة ملايين نسمة وهي أعلى نسبة للمسيحيين في دول الشرق الأوسط. بيد أنه في غالب الأحيان يكون الدافع سياسيا وليس دينيا وراء الاعتداءات التي تقوم بها تنظيمات متطرفة على المسيحيين في المنطقة.








All the contents on this site are copyrighted ©.