2010-11-28 15:00:24

صلاة التبشير الملائكي: بندكتس السادس عشر يتحدث عن الأحد الأول من زمن المجيء


على الرغم من هطول الأمطار الغزيرة ورداءة الطقس تجمّع آلاف المؤمنين قدموا من مختلف أنحاء إيطاليا والعالم في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لسماع كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد. تحدث بندكتس السادس عشر عن الأحد الأول من زمن المجيء فقال إن الكنيسة تبدأ اليوم سنة ليتورجية جديدة ومسيرة جديدة للإيمان الذي يذكّر من جهة بمجيء يسوع المسيح ومن جهة أخرى ينفتح على إتمام مشيئته. زمن المجيء يحيا من هذا التطلع المزدوج إذ ينظر إلى أول مجيء لابن الله حين وُلد من العذراء مريم وفي الوقت نفسه إلى عودته المجيدة. عن موضوع "المجيء" قال بندكتس السادس عشر أريد التوقف إذ إن الأمر يتعلق بشكل عميق بناحية إنسانية حيث يصبح الإيمان ـ إنْ صحّ التعبير ـ جزءا متكاملا من جسدنا وقلبنا. المجيء بُعد يعبر وجودنا الشخصي والعائلي والاجتماعي. المجيء حاضر في أوضاع كثيرة، من الحالات العرضية إلى الأوضاع الهامة التي نتعرض لها ونعيشها بعمق. يكفي التفكير بانتظار ولادة طفل أو قريب يأتي من بعيد ليزورنا أو بشاب على وشك أن يقدّم امتحانا مصيريا أو بالعلاقات العاطفية أي انتظار الالتقاء بالشخص المحبوب أو الرد على رسالة أو قبول المسامحة. بإمكاننا أن نقول إن الإنسان يحيا في ما ينتظر إلى أن يحيا الرجاء في قلبه. ومن انتظاره يتعرّف على نفسه. بالإمكان قياس بُعدنا الروحي والأدبي مما ننتظر ومما نأمل. أضاف البابا يقول إن كل واحد منّا، وخصوصا في زمن المجيء الذي يُعدّنا لميلاد الرب، بإمكانه أن يقيس نفسه: ماذا أنتظر؟ إلى أين يتمطى قلبي في هذه الفترة من حياتي؟ بالإمكان أيضا طرح هذا التساؤل على مستوى العائلة والجماعة والأمة. ماذا ننتظر؟ ما الذي يوحّد تطلعاتنا؟ قبل ولادة يسوع كان انتظار المسيح قويا لدى اليهود لأنه سيحرر الشعب من أشكال العبودية الأدبية والسياسية وينشر ملكوت الله. لم يفكّر أحد بأن المسيح سيولد من فتاة متواضعة تُدعى مريم، عروسة يوسف. لم تُفكر هي أيضا بهذا الأمر لكن انتظار المخلص كان كبيرا في قلبها وكان إيمانها ورجاؤها كبيرين. الله نفسه أعدّها لهذا الأمر. هناك توافق عجيب بين مجيء الرب ومريم، المخلوقة "الممتلئة نعمة". فلنتعلّم منها أيها الأخوة والأخوات، من امرأة المجيء، أن نعيش حياتنا اليومية بروح متجدد وبمشاعر الانتظار العميق لمجيء الرب. هذا ثم تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي. بعدها وجّه تحيات للوفود الحاضرة بلغات عديدة منها الإيطالية والفرنسية والإنكليزية والألمانية والإسبانية والبولندية وتمنى للجميع أحدا سعيدا.








All the contents on this site are copyrighted ©.