2010-11-14 13:48:13

البابا خلال التبشير الملائكي يوجه نداء لمساعدة هايتي ويدعو لتقييم الزراعة لأنها مورد ضروري للمستقبل


وجه البابا بندكتس الـ16 نداء عاجلا لمساعدة شعب هايتي المنكوب منذ يناير الماضي نتيجة الزلزال المدمر والذي يعاني حاليا من وباء الكوليرا، وشجع المعنيين والمهتمين في هذا الشأن على الإسراع في تقديم العون الطبي اللازم، كما ناشد الجماعة الدولية بمساعدة سكان هايتي بسخاء.

وأضاف البابا أنه في 27 من الجاري سيترأس صلاة الغروب الأولى من الأحد الأول لزمن المجيء في بازيليك القديس بطرس وأيضا سهرة صلاة على نية الحياة التي لم تولد بعد. وقال إن المبادرة مشتركة بين الكنائس الخاصة في العالم أجمع، وستجري أيضا في الرعايا والأديار والجمعيات والحركات الكنسية، ورأى أن زمن الاستعداد لميلاد المسيح مناسبة مؤاتية لاستمطار العون الإلهي على كل كائن بشري مدعو للوجود، وهو أيضا شكر وحمد لله على عطية الحياة التي نلناها من والدينا.

وبتمام الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم الأحد، تحدث البابا بندكتس الـ16 إلى المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس الفاتيكان عن رسالة القديس بولس التي تليت في قداس اليوم والتي فيها يسطر الرسول أهمية العمل لحياة الإنسان، فذكر بيوم "عيد الشكر" الذي تحتفل به إيطاليا في الأحد الثاني من الجاري كفعل شكر لله في ختام فصل جني الثمار.

استقى البابا بعض الأفكار حول العمل الزراعي من رسالة القديس بولس، فشدد على تناول الأزمة الاقتصادية الراهنة بجدية بالغة، لأن أسبابها عديدة وتدعو بقوة لمراجعة عميقة لنموذج النمو الاقتصادي العام. ورأى أنها ظاهرة حادة تضاف إلى أخرى أخطر منها كاستمرار اتساع الهوة بين الغنى والفقر، فضيحة الجوع، أزمة البيئية، ومشكلة البطالة بنوع خاص.

رأى البابا ضرورة الإسراع في إطلاق إستراتيجية زراعية، رغم أن الصناعة همشتها كثيرا، ففقدت أهميتها وجاءت عواقبها وخيمة على الصعيد الثقافي أيضا. ودعا لإعادة تقييم الزراعة لا من باب الحنين، إنما كمورد ضروري للمستقبل.

وفي الوضع الاقتصادي الراهن، قال البابا إن الاقتصادات الأكثر دينامية تحاول اللجوء لتحالفات مؤاتية قد تعود بالضرر الكبير على دول فقيرة، وأضاف أنه رغم الأزمة المشهودة، ضاعف سكان دول صناعية تاريخية الاستهلاك بشكل لا يطاق مما يسبب بأذى كبير للبيئة وللفقراء، لذا يجب التصويب نحو توازن جديد بين الزراعة والصناعة والخدمات. 

وفي هذا الصدد، دعا البابا لتنمية وعي أخلاقي واضح على مستوى التحديات الكثيرة التعقيد في الزمن الراهن، تربية الجميع على استهلاك رشيد ومسؤول، تعزيز المسؤولية  الفردية مع البعد الاجتماعي للأنشطة الريفية، المرتكزة إلى قيم خالدة كالضيافة والتضامن وتقاسم عبء العمل. ولفت إلى أن شبابا مجازين اختاروا هذا الطريق إحساسا منهم بالتجاوب مع علامة من "علامات الأزمنة"، مع شعورهم الحسي لأجل الخير العام.

وإذ أمل أن تؤول هذه الأفكار لتشكل حافزا للجماعة الدولية، حيا البابا بندكتس الـ16 العراقيين المتواجدين في ساحة القديس بطرس وسأل الله عطية السلام لبلادهم، وتمنى للجميع أسبوعا مباركا وأحدا سعيدا.








All the contents on this site are copyrighted ©.