2010-11-09 16:42:50

البابا يوجه رسالة إلى مجلس أساقفة إيطاليا لمناسبة انعقاد الجمعية العامة 62


قال البابا إن موضوع التربية الذي عالجه مستند "التوجيهات الرعوية" الذي نشره مؤخرا مجلس أساقفة إيطاليا يشكل تعبيرا عن حرص الكنيسة في مدرسة يسوع المسيح على الاهتمام بكل إنسان والتي تفتش من خلال الخبرات اليومية عن أبجدية لتؤلف منها كلمات تستطيع تقديم محبة الله اللامتناهية للعالم، ذلك في رسالة بعث بها إلى الكاردينال بانياسكو رئيس مجلس أساقفة إيطاليا لمناسبة انعقاد جمعيتهم العامة في مدينة أسيزي.

لفت البابا إلى أن الحقبة التي عاش فيها القديس فرنسيس الأسيزي، شهدت تحولات ثقافية كبرى عززها نشوء الجامعات ونمو البلديات وقيام رهبانيات جديدة وانتشارها الواسع، كما أن الكنيسة في تلك المرحلة جددت نمط طقوسها وكتبها الليتورجية، وبخاصة كتاب القداس، لتواكب التطور.

شدد البابا على أن المؤمن الحقيقي يختبر وفي كل زمان حضور الله وأولويته وعمله في الليتورجيا المقدسة، لأنها روعة الحقيقة وتذوق مسبق للمدينة الجديدة والاشتراك فيها، فهي روح الحياة المسيحية. فكتاب القداس بطبعته الإيطالية الثالثة يستجيب لهذه الصفات والمتطلبات، لأن كل مصلِحٍ حقيقي هو شخص مؤمن ومطيع لتعاليم الإيمان، والكنيسة حاضرة في كل احتفال ليتورجي طقسي.

حض البابا أساقفة إيطاليا على إعلان شفاف للإيمان بالمسيح وممارسته في زمن الظروف المتبدلة الحالي، وفي ثقافة يغيب عنها معنى الله وانكفاء البعد الداخلي وعدم استقرار الهوية الفردية في مضمون متعدد ومشرذم وأيضا صعوبة الحوار بين الأجيال والفصل بين الذكاء والعاطفة.

أضاف البابا أن الإنسان المعاصر استثمر كل طاقاته في تطوير العلم والتقنية فحقق إنجازات هامة، ولكن هذا الترقي جاء على حساب أسس المسيحية التي يرتكز إليها تاريخ القارة الأوروبية الخصيب، إذ انحصر الإطار الأخلاقي في المجال الشخصي للفرد وغدا الله مقصيا عن الضمير العام.

سطر البابا المسؤولية التربوية التي يجب أن يتحلى بها كل فرد تعنيه مدينة البشر وخير الأجيال الطالعة والناشئة، إذ تبدأ بتقرب جديد من الأسرة المضطلعة بمهمة التربية الأولى ومن رحمها يتكون وجه الشعب. ودعا أساقفة إيطاليا لتجديد عزمهم والتزامهم الطوعي بالإصغاء والحوار ونشر بشرى الإنجيل السارة عبر كل الوسائل المتاحة.








All the contents on this site are copyrighted ©.