2010-11-07 16:47:57

زيارة البابا الرسولية إلى إسبانيا: بندكتس السادس عشر يحتفل بالذبيحة الإلهية في كنيسة العائلة المقدسة ببرشلونة ويكرس الكنيسة ومذبحها


احتفل البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد بالذبيحة الإلهية في كنيسة العائلة المقدسة ببرشلونة وقام بتكريس المذبح والكنيسة وأعلنها "بازيليك". جرى الاحتفال الديني بحضور العاهل الإسباني خوان كارلوس وعقيلته إضافة إلى كبار المسؤولين المدنيين والكنسيين وحشد غفير من المؤمنين.

في عظته قال البابا إن من أراد تشييد هذا الصرح العظيم شاء أن يشهد أمام  العالم كله للمحبة والخدمة والعمل في سبيل الله، كما فعلت عائلة الناصرة.

وتطرق الحبر الأعظم إلى الانجازات المحققة في العالم المعاصر وقال من غير المعقول أن يكتفي الإنسان بهذه الانجازات المادية إذ ينبغي أن يرافقها على الدوام التطور الخلقي، شأن الاهتمام بالعائلة وتوفير الحماية لها لأن الحب الذي يجمع بين رجل وامرأة ولا يفرقه إنسان يشكل ركيزة الحياة البشرية منذ تكوينها ونموها في رحم الأم ولغاية موتها الطبيعي.

ومن هذا المنطلق ـ قال بندكتس السادس عشر ـ تدعو الكنيسة السلطات إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الدعم الاقتصادي والاجتماعي للعائلة كيما تتمكن المرأة من القيام بعملها وبمهامها المنزلية والعائلية على حد سواء، وكيما يحظى الرجل والمرأة اللذين يتحدان بواسطة سر الزواج ويؤسسان عائلة بالدعم الضروري من قبل الدولة، وكيما يُدافع عن حياة البنين منذ تكوينهم في رحم الأم.

وحث البابا السلطات على دعم الأسر والأطفال على الأصعدة القانونية، الاجتماعية والتشريعية. ولهذا السبب تقف الكنيسة في وجه نكران الحياة البشرية وتدعم كل جهد يرمي إلى تعزيز الشريعة الطبيعية في إطار المؤسسة العائلية.

بعد الاحتفال بالقداس الإلهي خرج البابا من البازيليك وأطل على الساحة المقابلة لها والشوارع المجاورة التي غصت بحشود المؤمنين. تلا الحبر الأعظم مع الحاضرين صلاة التبشير الملائكي كعادته ظهر كل أحد وقال إن المسيح الذي أصبح إنسانا وعاش في كنف عائلة الناصرة محتميا بالقديس يوسف والعذراء مريم علّمنا قيمة الزواج والعائلة اللذين هما رجاء البشرية إذ إن الأسرة تحتضن الحياة البشرية منذ اللحظة الأولى لتكوينها وحتى موتها الطبيعي. وعلمنا المسيح أيضا أن الكنيسة ـ عندما تُصغي إلى كلماته وتطبقها ـ تتحول إلى عائلة الرب.

بعدها لفت البابا إلى أن العبقري أنتونيو غاودي الذي استوحى هذا العمل من حرارة إيمانه المسيحي جعل من هذا الصرح الحجري أنشودة تسبيح لله. لقد أراد هذا الفنان أن يحمل كلمة الإنجيل إلى الشعب كله، وقام أيضا بإنشاء مدرسة لأبناء العمال والأسر الفقيرة، وكان يقول: ينبغي أن يجد الفقراء داخل الكنيسة الاستقبال الحار الذي هو تعبير عن المحبة المسيحية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.