2010-11-06 14:35:27

الزيارة الرسولية إلى إسبانيا: البابا في مطار سانتياغو دي كومبوستيلا يناشد إسبانيا وأوروبا إنعاش جذورهما المسيحية


بدأ البابا بندكتس الـ16 اليوم السبت زيارة رسمية وروحية لإسبانيا بمحطتيها سانتياغو دي كومبوستيلا وبرشلونة وتستغرق يومين، هي الزيارة الرسولية الثامنة عشرة له خارج دولة حاضرة الفاتيكان.

بتمام الحادية عشرة قبيل ظهر اليوم، وصل البابا مطار سانيتاغو دي كومبوستيلا وهي عاصمة مقاطعة غاليسيا الواقعة فوق البرتغال على المحيط الأطلسي، حيث كان في استقباله عند سلم الطائرة أمراء أستورياس أبناء الملك خوان كارلوس ورئيس أساقفة المدينة المطران خوليان بارّيو.

وبعد استعراض ثلة من حرس الشرف وعزف النشيدين الوطنيين البابوي والإسباني، ألقى ولي العهد الأمير فيليبيه خطابا ترحيبيا قال فيه إن أرض غاليسيا وشعبها الطيب والمضياف ينتظران منذ أمد طويل زيارة البابا، وأكد أن درب سانتياغو للحج الشهيرة هي درب اللقاء والحوار الدائمين بين الثقافات والأديان وتعبق بتاريخ أوروبا وثقافتها التي غدت رمزا للمصالحة والأخوّة والتضامن.

في خطابه الرسمي بحضور شخصيات حكومية وسياسية ومدنية وروحية، شكر البابا الأمير فيليبيه على كلمته وحيا من يتابعونه عبر الأثير وعبر الشاشات في العالم أجمع، آملا أن يأتي حجه الوجيز بالثمار المرجوة. وقال إن الإنسان في مسيرة دائمة بحثا عن الحقيقة، والكنيسة تقوم بمسيرتها الداخلية أيضا لتظهر حضور المسيح من خلال إيمانها ورجائها ومحبتها، وسط جماعة البشر.

قال البابا: أقوم أنا أيضا بمسيرتي لأثبت إخوتي على الإيمان، وآتي حاجا في السنة اليوبيلية للقديس يعقوب الرسول حاملا في قلبي حب وغيرة الرسل أجمعين، لأنضم إلى قوافل الرجال والنساء عبر العصور الذين وصلوا كومبوستيلا من كل أنحاء العالم ليشهدوا للمسيح، فمهدوا طريق الثقافة والصلاة والرحمة والتوبة، التي تجسدت لاحقا في الكنائس والمستشفيات وبيوت الضيافة والجسور والأديار. وأكد أن إسبانيا وأوروبا طوّرتا بهذه الطريقة وجها روحيا طبعه الإنجيل بشكل لا يمحى.

أعرب البابا عن سعادته بالعودة مرة أخرى إلى إسبانيا، أرض القديسين والمؤسسين والشعراء وبينهم القديسون إغناطيوس دي لويولا وتيريزا دافيلا ويوحنا الصليب وفرنسيس كسفاريوس. إسبانيا التي ضخت روحا مسيحية جديدة في القرن العشرين وسارت على دروب المصالحة والوحدة، متطلعة إلى الغد برجاء ومسؤولية، كما تسعى أيضا للنمو وسط المصاعب والتضامن مع الجماعة الدولية.

ولفت البابا إلى أن تاريخ البلاد العريق وما حمل من مآثر ومبادرات، يدفعه إلى التفكير بشعوب إسبانيا وأوروبا، فناشد الأمة الإسبانية والقارة القديمة، على خطى سلفه البابا يوحنا بولس الثاني، بناء حاضرهما وتخطيط مستقبلهما انطلاقا من حقيقة الإنسان الأصلية، من الحرية التي تحترم تلك الحقيقة ولا تنتهكها أبدا، ومن العدالة للجميع بدءا بالأكثر فقرا وتهميشا.

ورأى البابا أن إسبانيا وأوروبا إلى جانب اهتمامهما بأمور الإنسان المادية، تلتزمان أيضا بالأمور الأخلاقية والاجتماعية وبتلك الروحية والدينية، لأن هذه كلها متطلبات حقيقية للإنسان الواحد، وأكد أنها الطريقة الوحيدة للعمل بشكل فعال ومتكامل ومثمر لصالح الإنسان وخيره.

وختم البابا كلمته بلغة أهل غاليسيا: أجدد مودتي لأبناء غاليسيا وكاتالونيا الأحباء ولسائر شعوب إسبانيا، وآمل أن تصل بركة الله إليكم جميعا بشفاعة القديس يعقوب الرسول الذي إليه أكل حضوري وحجي.








All the contents on this site are copyrighted ©.