البابا يزور كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا حيث ضريح القديس يعقوب الرسول

بعد حفل الاستقبال الرسمي في مطار سانتياغو دي كومبوستيلا الدولي، توجّه البابا بندكتس السادس عشر إلى كاتدرائية المدينة التي دخلها من الباب المقدس، وتوقّف للصلاة أمام ضريح القديس يعقوب الرسول، ليوجّه بعدها كلمة ضمّنها تحيّة لكل الحاضرين، من كرادلة، أساقفة، سلطات رسمية، كهنة، إكليريكيين، رهبان، راهبات ومؤمنين علمانيين، خاصا بالذكر المطران جوليان باريو باريو رئيس أساقفة سانتياغو دي كومبوستيلا الذي شكر الأب الأقدس على عنايته الرعوية، وعبّر عن فرحته الكبيرة باستقباله حاجا إلى ضريح القديس يعقوب الرسول، وأشار إلى إن الاحتفال بالسنة اليوبيلية في كومبوستيلا يشكل دعوة للرجاء المسيحي الذي تحدث عنه بندكتس السادس عشر في رسالته العامة "بالرجاء نلنا الخلاص".

قال البابا في كلمته بكاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا إن القيام بزيارة حج لا يعني ببساطة زيارة مكان عادي للنظر بإعجاب لكنوزه الفنية والتاريخية، إنما الخروج من ذواتنا لملاقاة الله، وأشار إلى أن المسيحيين قاموا قبل كل شيء بزيارات حج إلى الأماكن المرتبطة بآلام وموت وقيامة الرب، في الأرض المقدسة. ومن ثم إلى روما، مدينة استشهاد بطرس وبولس، وإلى كومبوستيلا أيضا، التي ولارتباطها بذكرى القديس يعقوب، استقبلت حجاجا من مختلف أنحاء العالم...

واحتفالا بهذه السنة المقدسة في سانتياغو دي كومبوستيلا، قال الأب الأقدس إنه أراد القيام بزيارة حج لتثبيت إيمانهم وإنعاش رجائهم وإيكال تطلعاتهم، جهودهم وأعمالهم من أجل الإنجيل لشفاعة القديس يعقوب الرسول وأضاف، أنه رفع الصلاة ـ من خلال معانقة تمثاله المكرم ـ على نية جميع أبناء الكنيسة، وأشار إلى أن الكنيسة هي عناق الله الذي من خلاله يتعلّم البشر معانقة أخوتهم...

وأشار البابا في كلمته بكاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا إلى وجود علاقة وثيقة بين الحقيقة والحرية وقال إن البحث الصادق عن الحقيقة والتوق إليها، هو الشرط لحرية حقيقية، وأضاف أن الكنيسة التي ترغب بكل قواها بخدمة الشخص البشري وكرامته، هي في خدمة الحقيقة والحرية...

ومن كومبوستيلا، قلب غاليسيا الروحي ـ تابع بندكتس السادس عشر يقول ـ أشجّع جميع المؤمنين في هذه الأبرشية والكنيسة في إسبانيا، على العيش مستنيرين من حقيقة المسيح، معلنين الإيمان بفرح وصدق في البيت والعمل، ومن خلال الالتزام كمواطنين، وأضاف: فليدفعكم فرح الشعور أيضا بمحبة أبناء الله لمحبة أكثر عمقا على الدوام للكنيسة... ودعا البابا لرفع الصلاة لربّ الحصاد كيما يكرّس العديد من الشباب أنفسهم لهذه الرسالة في الخدمة الكهنوتية والحياة المكرسة...

وشكر الأب الأقدس في ختام كلمته بكاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا كل الكاثوليك الإسبان على سخائهم وتضامنهم مع العديد من المؤسسات المعنية بأعمال المحبة ورقي الإنسان وقال: لا تتعبوا أبدا من دعم هذه الأعمال التي تحمل الخير لكل المجتمع، وقد بانت فعاليتها بشكل خاص خلال الأزمة الاقتصادية الحالية والكوارث الطبيعية التي ضربت بلدانا عديدة...