2010-11-04 16:22:52

البابا يترأس قداسا في البازيليك الفاتيكانية لراحة نفوس الكرادلة والأساقفة المتوفين خلال العام 2010


لمناسبة تذكار الموتى المؤمنين وعلى عادة كل سنة، ترأس البابا بندكتس الـ16 قداسا احتفاليا في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لراحة نفوس الكرادلة والأساقفة المتوفَين خلال العام الجاري 2010، وألقى عظة سطر فيها ضرورة النظر إلى الأمور السماوية حسبما جاء في رسالة القديس بولس إلى أهل كولُسي 3/1-4: "فأما وقد قمتم مع المسيح، فاسعوا إلى الأمور التي في العلى حيث المسيح قد جلس عن يمين الله.."

أضاف البابا أن القديس بولس يرى في حالة المؤمنين وكل من "ماتوا" عن الخطيئة وأضحت حياتهم مخفية مع المسيح في الله، دعوة إلى عيش جلالة المسيح، مبدأ وغاية كل أعمالهم، والشهادة للحياة الجديدة التي مُنحوها في العماد. وقال البابا إن هذا التجدد بالمسيح يحصل في باطن الإنسان: ففيما يتواصل الكفاح ضد الخطيئة، يمكن للإنسان التقدم في الفضائل وهو يسعى لإعطاء جواب كامل وجاهز لنعمة الله.

يشير القديس بولس إلى "الأمور التي في الأرض" ويسطر أن الحياة بالمسيح تتضمن "خيارا ميدانيا"، تخليا جذريا عن كل ما يربط الإنسان بالأرض ويفسد نفسه وروحه.

أكد البابا أن البحث عن "الأمور التي في العلى" لا يعني أن يهمل المسيحي واجباته ومهامه الأرضية، بل عليه ألا يتيه فيها كأنها تحمل في طياتها قيمة نهائية. وأضاف أن التذكير بحقائق السماء دعوة للتعرف على نسبية الأمور الزائلة مقارنة مع تلك التي لا تفنى أبدا. إنها أمور متعلقة بالعمل والالتزام والتمتع بالراحة العادلة، ولكن مع الابتعاد الهادئ عند من يدرك أنه فقط متجول سائر نحو الوطن السماوي، حاج أو غريب يتجه صوب الأبدية.

تعمق يسوع في حديثه مع نيقوديمس حول معنى الصليب الخلاصي المتجلي في محبة الله العظيمة وفي عطاء ابنه الوحيد. هي كلمتا الإنجيل الأساسيتين: الشخص هو الله الآب أصل الخلق والفداء، فالفعلان "أحب" و"أعطى" يدلان على عمل حاسم ونهائي يعبّر عن راديكالية، من خلالها تقرب الله من الإنسان في المحبة حتى العطاء الكامل، لكي يعبر عتبة وحدتنا الأخيرة، منحدرا إلى عمق تخلينا المتطرف ومتخطيا باب الموت. أما موضوع المحبة الإلهية والمستفيد منها فهو العالم أي الإنسانية. هي كلمة تمحو نهائيا فكرة الله البعيد والغريب عن مسيرة الإنسان وتظهر وجهها الحقيقي.

وخلص البابا إلى القول إننا نحن الحجاج في مسيرتنا نحو أورشليم السماوية، نترقب خلاص الرب بصمت ورجاء وطيد، ساعين للسير في دروب الخير بدعم من نعمة الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.