البابا في مقابلته العامة يتحدث عن الراهبة المتصوفة مرغيريت دوان الفرنسية: لندع نور المسيح يضيء ضمائرنا وينقيها

أضاء البابا بندكتس الـ16 خلال مقابلته العامة اليوم الأربعاء على شخصية راهبة فرنسية متصوفة تدعى مرغريت دْوَانت، ولدت في العام 1240 وتوفيت عام 1310 للميلاد، وظهّرت من خلال كتاباتها روحانية رهبنة شارتر كما عاشها سابقا القديس برونو وقدمها للملأ.

ففي قاعة بولس السادس بالفاتيكان التي ضاقت بالمؤمنين والحجاج، تحدث البابا عن ثقافة مرغريت دوانت العالية وروحانيتها العميقة وقال إنها تمتعت باتزان شخصيتها ورهافة تمييزها، ولم يمنعها تسلم رئاسة دير راهبات شارتر في بوليتان بفرنسا من الجمع بين التأمل والصلاة وبين الاهتمام براهباتها والجماعة الديرية.

ولفت البابا إلى أن ما يعرف عن مرغريت دوانت، يأتي من كتاباتها وتأملاتها، ففيها اعتبرت حياتها كأنها مسيرة تنقية لبلوغ التصور الكامل بالسيد المسيح، وأنها كتاب يدوَّن في قلب وحياة كل إنسان لتمتين الحضور الإلهي فيه. ومن التأمل بمحبة المسيح للبشر، يتولد فرح وقوة الإجابة على هكذا محبة، ليضع كل فرد حياته في خدمة الله والآخرين.

وعلق البابا في ختام تعليمه على تلك المتصوفة الفرنسية بالقول: "قد تبدو تلك الراهبة الطالعة من القرون الوسطى بعيدة عنا، ولكن إذا ما عدنا للجوهر فسنرى أن من واجبنا بلوغ عمق أعماق حياتنا". وأضاف أن مرغريت دوانت اعتبرت الرب مثل كتاب ومرآة يتجلى فيها ضميرنا ومن خلال هذه المرآة ولج النور إلى نفسنا وذاتنا. وهذا ما نحتاج إليه، أن ندع نور المسيح يدخل إلى ضميرنا الشخصي، لكي يتمكن من فهم ما هو حق وما هو شر، فيستنيرَ ويتنقى".