البابا يتلو التبشير الملائكي لمناسبة عيد جميع القديسين ويتمنى السلام والسكينة في ضيافة القديسين الروحية

لمناسبة عيد جميع القديسين الذي تحتفل به في مثل هذا اليوم الكنيسة الجامعة الكاثوليكية، تلا البابا بندكتس الـ16 ظهرا صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج الذين اكتظت بهم ساحة القديس بطرس بالفاتيكان على الرغم من الطقس الماطر وتمنى لهم عيدا سعيدا ومباركا.

قال البابا: إن عيد جميع القديسين يدعونا للنظر إلى السماء والتأمل بملء الحياة الإلهية التي تنتظرنا. "نحن أبناء الله وما كُشف لنا بعدُ عما نصير إليه" (1يو 3/2): بهذه الكلمات يؤكد لنا الإنجيلي يوحنا واقع رباطنا العميق مع الله واليقين بمصيرنا الآتي.

تابع البابا يقول إننا كأبناء أحباء نتلقى نعمة احتمال الشدائد في حياتنا الأرضية كالجوع والظمأ إلى العدالة وسوء الفهم والاضطهاد، كما أننا نرث منذ الآن ما وعد به يسوع في التطويبات الإنجيلية، مضيفا أن القداسة أي طبع المسيح في ذواتنا هي غاية حياة المسيحي.

وذكّر البابا بما كتب الطوباوي أنطونيو روزميني الفيلسوف واللاهوتي الإيطالي: يسوع "الكلمة" طبع ذاته في نفوس تلاميذه بناحيته العاطفية وبأقواله منح أحباءه تلك النعمة التي من خلالها تدرك النفسُ "الكلمةَ" على الفور (الأنتروبولوجيا فائقة الطبيعة، روما 1983).

أكد البابا أننا نتذوق مسبقا عطية القداسة وروعتها كلما نشترك في ليتورجية الإفخارستيا في الشركة مع "جمع كثير لا يحصى" من الأرواح الطوباوية التي تشيد للأبد بخلاص الله والحمل (رؤيا 7/9-10).

وتحدث البابا أيضا عن تذكار الموتى المؤمنين الذي تعيد له الكنيسة في 2 من الجاري، فقال إن الاحتفال الطقسي بهذا العيد والزيارة التقوية للمدافن يذكراننا بأن الموت المسيحي جزء من مسيرة المطابقة مع الله ولا يزول إلا عندما يصير الله كلا في الكل. وأضاف أن الانسلاخ عن التعلق العاطفي بالأرضيات مؤلم بالتأكيد، ولكن لا يجب أن نخشاه لأنه، إذا دُعّم بالصلاة، فلا يمكنه أن يكسر الرباط العميق الذي يوحدنا بالمسيح.

ليس الخلود تواليا لأيام الروزنامة، تابع البابا، بل أمرا كاللحظة العارمة التي فيه يعانقنا الملء ونعانق بدورنا ملء الوجود والحقيقة والمحبة، فأوكل إلى السيدة مريم العذراء، القائدة الأمينة إلى القداسة، حج المؤمنين الأرضي نحو الوطن السماوي، وسأل البابا الله الراحة الأبدية للإخوة والأخوات الراقدين على رجاء القيامة.