2010-10-31 14:00:58

البابا يتلو التبشير الملائكي في الفاتيكان: الله لا يقصي أحدا، لا الفقراء ولا الأغنياء


لم يمنع المطر الخفيف آلاف الحجاج والمؤمنين من التجمهر في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان اليوم الأحد لمشاهدة البابا بندكتس الـ16 الذي أطل بتمام الثانية عشرة ظهرا من على شرفة مكتبه الخاص بالقصر الرسولي لكي يتحدث إليهم ويتلو معهم صلاة التبشير الملائكي المعتادة.

رحمة السيد المسيح كانت محور تعليم البابا اليوم حول نص إنجيل القديس لوقا حيث روى قصة زكا العشار الذي أراد رؤية يسوع رغم كل العوائق والحواجز، لأن الرب يؤكد أنه جاء ليدعو إليه العشارين والخطأة وليس الأصحاء فقط. وأشار البابا إلى أن يسوع جازف وربح الرهان: تأثر زكا بزيارة المعلم له فعزم على تغيير حياته ووعد بردّ ما سلبه من المظلومين أربعة أضعاف، فنال الخلاص بهذا العمل.

الله لا يقصي أحدا، لا الفقراء ولا الأغنياء، قال البابا وأن الله لا يتأثر بأحكامنا البشرية بل يرى في كل إنسان نفسا يجب أن تخلص، وتستهويه بنوع خاص تلك النفوس التي حكم عليها الناس أنها ضائعة وضالة والتي تعتقد حقا أنها كذلك.

لقد أظهر يسوع المسيح المتجسد من الله، هذه الرحمة العظيمة التي تؤول إلى خلاص الخاطئ ومنحه الفرصة لفداء نفسه والبدء من جديد في الارتداد والتوبة. ورأى في قصة زكا أن المستحيل يتحقق، وكما قال القديس مكسيمس من تورينو في عظته 95: "الثروات للحمقى هي تغذية للخساسة، أما للحكماء فهي عون على الفضائل، فضلا عن أنها مناسبة للخلاص". استقبل زكا يسوع في بيته وقلبه فتاب واهتدى، لأن المسيح كان استبق وقبله ولم يدنه أبدا بل ذهب لملاقاة رغبته في الخلاص.

وبعد تلاوة التبشير الملائكي، قال البابا إن قداسا احتفاليا جرى أمس السبت في كاتدرائية أوراديا ماريه في رومانيا ترأسه الكاردينال بيتر إردو رئيس أساقفة إسترغوم بودابست، أعلن خلاله الأسقفَ الشهيد جيلارد بوغدانفي طوباويا في الكنيسة. وذكّر بأنه سيم أسقفا عام 1949 في الخفاء وله من العمر 38 عاما، فاعتقله لاحقا النظام الشيوعي بتهمة التواطؤ والخيانة، ومات في السجن بعد أربع سنوات من العذاب والمهانة. وسأل الله أن تعزي شهادة هذا الأسقف البطل وتقوي المضطَهَدين اليوم بسبب إيمانهم بالإنجيل.

وقال البابا للمؤمنين الناطقين بالفرنسية إن لكل إنسان مكانة مميزة في قلب الله الذي ينتظر رجوع الخاطئ إلى تمام الشركة معه، وأمل من العذراء مريم أم الرحمة في ختام شهر السبحة الوردية أن تعضد جهودهم الآيلة للاهتداء والتوبة.








All the contents on this site are copyrighted ©.