2010-10-31 14:02:18

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


ودخل أريحا وأخذ يجتازها. فإذا رجل يدعى زكا وهو رئيس للعشارين غني قد جاء يحاول أن يرى من هو يسوع، فلم يستطع لكثرة الزحام، لأنه كان قصير القامة. فتقدم مسرعا وصعد جميزة ليراه، لأنه أوشك أن يمر بها. فلما وصل يسوع إلى ذلك المكان، رفع طرفه وقال له: "يا زكا انزل على عجل، فيجب عليّ أن أقيم اليوم في بيتك". فنزل على عجل وأضافه مسرورا. فلما رأوا ذلك قالوا كلهم متذمرين: "دخل منزل رجل خاطئ ليبيت عنده!" فوقف زكا فقال للرب: "يا رب، ها إني أعطي الفقراء نصف أموالي، وإذا كنت قد ظلمت أحدا شيئا، أرده عليه أربعة أضعاف". فقال له يسوع: "اليوم حصل الخلاص لهذا البيت، فهو أيضا ابن إبراهيم. لأن ابن الإنسان جاء ليبحث عن الهالك فيخلّصه". (لوقا 19/1-10)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

إن كانت المحبة تسود في مجتمعنا، لما كانت هناك تمييزات ولما كان هناك عبيد وأحرار، أسياد وعبيد، فقراء وأغنياء، صغار وكبار، كذلك لكان إبليس وشياطينه مجهولين وضعيفين بالكلية لأن المحبة هي أقوى من كل سور وأصلب من كل معدن أيضا، لا يغلبها لا الفقر ولا الغنى؛ أو بالحري فإنه حيث تسود هي لا يعود يوجد غنى وفقر، بل فقط إيجابيات الاثنين: من الغنى يأخذ الفقر الوسائل الضرورية للحفاظ على حياته، بينما يأخذ الغنى من الفقر راحة البال، وهكذا تختفي اهتمامات الغنى ومخاوف الفقر.

لكن لماذا أذكر فقط الفوائد التي تسببها محبة الآخرين؟ كم هي رائعة محبة كهذه بحد ذاتها! بكم من الفرح والسلام تفيض النفس التي تملكها! هذه واحدة من ميزاتها الكبرى. الفضائل الأخرى كالصوم والسهر والعفة ترافقها بعض المتاعب، ومرات كثيرة تسبب الحسد لدى الآخرين، لكن المحبة، إلى جانب كل فوائدها الأخرى، تولد شعورا مفرحا ولا تسبب تعبا أبدا.








All the contents on this site are copyrighted ©.