2010-10-22 17:02:26

سيادة المطران أنطونيو ماريّا فيليو، رئيس أساقفة إكلانو شرفًا، رئيس المجلس الحبريّ لرعوية المهاجرين والمتنقلين السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)


الخميس 21 تشرين الأول أكتوبر

مداخلات آباء السينودس "المُسلّمة خطّيًّا"

 

منذ بعض العقود يغادر المسيحيّون، لا سيّما الشبّان، أوطانهم بكثافة، في بلدان عديدة من منطقة الشرق الأوسط. اللافت أنّ المسيحيّين في الشرق الأوسط يعيشون، معظمهم، في أوضاع صعبة وأنّهم قليلو العدد ويبدون غالبًا عاجزين ومستسلمين. في قلب هذه الجمعيّة السامية، تبرز عفويًّا مشاعر قربٍ روحيّ ودعم وتشجيع إزاء مسيحيّي الشرق الأوسط، مذكّرةً، بين أمور عديدة، بالتضحيّة بالحياة التي قدّمها للعالم المنسينيور فرج راحو، المنسينيور لويجي بادوفيزي، دون أندريا سانتورو وكهنة آخرون، فضلاً عن العديد من الرجال والنساء الذين تعرفهم جيّدًّا الجماعات المسيحيّة المحلّيّة وتُعجَب بهم.

تتضمّن ظاهرة الهجرة أيضًا وجوهًا إيجابيّة؛ بالفعل لقد زادت، في المنطقة، عدد الكاثوليكيّين الذين يصبّون في بعض مناطق الشرق الأوسط، إلى درجةٍ أنّه لم يعد نادرًا إيجاد جماعات مسيحيّة تتألّف حصرًا من وافدين، وهي على إتصال أكثر فأكثر مع السكّان الأمينين لديانات أخرى، لا سيّما المسلمين.

في هذا السياق، أنّه أساسيّ أن يُطلَب إلتزام سياسيّ على المستوى العالميّ لمواجهة أسباب هذا النـزف من الرجال والنساء الذي يُفرغ كنائس الشرق الأوسط والأماكن التي ولِدَت فيها المسيحيّة ونمت. إنّه لرهيبٌ أن تصبح الأرض المقدّسة والبلدان المجاورة، مهدّ المسيحيّة ووطنّ أمير السلام، متحفًا من الحجارة، ذكرى عزيزةً لماضٍ عبر! إنّ الإلتزام الروحيّ هو أيضًا ضروريّ، أي التنشئة على احترام مركزيّة كلّ شخص وكرامته، المعارضة لكره الأجانب، التي تشجّع عليها أحيانًا وسائل الإتصالات، والدعم لاندماج ينقذ هويّة الأشخاص.

مع رؤية بروزمشاكل اجتماعيّة، بقلق، ألاحظ أيضًا خطر إنطواء كلّ كنيسة شرقيّة كاثوليكيّة على ذاتها. يجب تشجيع الجماعات المسيحيّة في الشرق الأوسط على أن يكون لها معرفة أفضل الواحدة منها بالأخرى، لتستطيع أن تتبادل مزيدًا من الاحترام والتقدير، وتتعاون وتعمل معًا لتكسب مزيدًا من الأهمّيّة.

 ستبدي هذه الجمعيّة، بكلّ تأكيد، تضامنها ودعمها لمسيحيّي الشرق الأوسط حتّى يتشجّعوا على البقاء في أوطانهم للتمكّن من القيام برسالتهم التي تكمن في أن يكونوا "الخمير"، بعيشهم وشهادتهم للشركة، وإذا أمكن لإعلان يسوع المسيح،  بصراحة، الربّ الوحيد والمخلّص.

 أخيرًا، أودّ أن أبوح لكم بسرّ: أنا مسرور جدًّا بهذا السينودس الذي سوف يتيح لكم تعميق معرفتكم المتبادلة مع الكنائس الشرقيّة الأخرى ومع الكنيسة اللاتينيّة. وإذا تعارفنا، سوف نحبّ بعضنا البعض ونساعد بعضنا البعض أكثر.








All the contents on this site are copyrighted ©.