2010-10-22 11:10:41

خطاب وزير الخارجيّة الإيطاليّ، فرانكو فراتّيني، بمناسبة المؤتمر في الكامبيدوليو


ننشر في ما يلي خطاب وزير الخارجيّة الإيطاليّ، فرانكو فراتّيني، بمناسبة المؤتمر في الكامبيدوليو بعنوان "الشرق الأوسط. الشهادة المسيحيّة في خدمة السلام" بتاريخ 19 تشرين الأول/أكتوبر 2010.

 

بدايةً أشكركم على هذه المناسبة الأخرى للتفكير. لقد سبق أن كان لي شرف الحديث مع غبطة البطاركة وسيادة المطران الأمين العام للسينودس. لنكملْ إذًا هذا التفكير في العلن حول موضوعٍ، إن نظرنا جيّدًا، قد أحسن المنظّمون في اقتراحه هذا الصباح في جمعيّة عالية الأهليّة. وأعتقد أنّه موضوع شائك في مستقبل عالمنا ويتطلّب منّا كامل الوعي لمعالجته.

لقد قال حضرة الأب لومباردي لتوّه أنّه، تحديدًا في الشرق الأوسط، لم تولد اليهوديّة والمسيحيّة والاسلام فحسب ولكنّها نمت فيه لعدّة قرونٍ بمسارِ نضجٍ روحيٍّ من المؤكّد أنّه عزّز نموًّا عميقًا للأفكار، للخبرة، للحياة الفرديّة والجماعيّة. للأسف، من خلال المأساة التي غيّرت ماضينا القريب (في 11 أيلول/سبتمبر)، تقوّى في العالم ميلٌ لتعريف هوّيّات الانتماء بشكل حصريٍّ أو، أسوأَ من ذلك، بشكلٍ تعصّبيّ. هنالك من تحدّث، وما زال يتحدّث الآن، عن صراع الأديان والحضارات، ويتحدّث عن صراعٍ بين المسيحيّة والإسلام، بين الإسلام والغرب. إنّي لمقتنعٌ أنّه إذا وُجِدت مجابهةٌ في عالمنا فهي بين التسامح والحوار من ناحية، وبين عدم المسامحة والتطرّف من ناحيةٍ أخرى. أرفض شخصيًّا الطرح الذي وفقه يقال إنّه يوجد اليوم مجابهةٌ لا يمكن حلّها بين الثقافات والديانات والحضارات، ولكنّه لا يمكن أن ننكر أنّ الصراع الموجود بين التسامح والتطرّف أثّر بشكلٍ خاص على المسيحيّين. غالبًا ما ينشأ وضع يمكن وصفه رمزيًّ باقتباس عنوان كتابٍ صدر مؤخّرًا حول الموضوع: "المسيحيّون والشرق الأوسط. الفرار الكبير" (لِـ"فولفيو سكاليوني" (Fulvio Scaglione)، 2008، ص 235، منشورات سان باولو). وعنوانه يعطي انطباعًا مأساويًّا لأمرٍ يمكنه أو قد يمكنه أن يحصل. لقد ذكّرنا الأمين العام، سيادة المطران إيتيروفيتش كيف كان قد تراجع سابقًا عدد مسيحيّي الشرق الأوسط في القرن السابق. ومازال ينخفض اليوم بشكلٍ مأساويّ. زد على ذلك، على العموم، تتعرض الجماعات المسيحيّة إلى خطر تخفيض حضورها وتوزيعها الجغرافيّ.

لقد ازدادت حوادث العنف ضدّ الأقلّيّات المسيحيّة وهذه ظاهرة يجب النظر إليها بقلقٍ كبير. لقد قرأت تقريرًا حديث العهد حول التقييدات الدينيّة، نشره "منتدى البِيوْ حول الديانة والحياة العامّة" (The Pew Forum on religion and public life)، مؤسّسةٌ أميركيّة موثوقة. يشير هذا البحث كمادّةٍ عامّة إلى أنّه بين مائة ميتٍ بسبب الحقد وعدم التسامح الدينيّ في العالم، 75 منهم مسيحيّون. إنّها نسبة مئويّة ترعبنا. يصل سنويًّا عدد المسيحيين الذين هم عرضة للاضطهادات، لأنواع العنف الشخصيّة، لمصادرات تراثيّة وللتخويف إلى عشرات الآلاف. ورغبتهم في العيش بسلام، وبالتأكيد، في العيش المشترك مع الديانات الأخرى، يتمّ أنكارها وغالبًا ما تكون حتّى سببًا للعقاب لمجرّد الانتماء المسيحيّ.

برز أيضًا في مداخلات هذا المؤتمر إطارٌ عامٌّ يرجع إلى وضع المعاناة الكبيرة في الشرق الأوسط للجماعات المسيحيّة المستهدفة في العراق، المنقسمة في لبنان، المتعرّضة لعواقب الأسلمة في الكثير من البلدان العربيّة، والمدفوعة في مكانٍ آخر إلى مقاومة مظالم الأنظمة الاستبداديّة والديكتاتوريّات الحقيقيّة التي تلاحق المسيحيّين وتضربهم. لا أعتقد أنّها عبارةٌ قويّة جدًّا إذا ما قلنا إنّ الـ"كريستيانوفوبيا" (الخوف من المسيحيّ) اليوم خطرٌ متنامٍ وأصبح ملموسًا أكثر فأكثر، ما خشيناه في السنوات الأخيرة بشكل ما، بل الذي يجب خشيته يومًا بعد يوم. تواجه الجماعات المسيحيّة اليوم تحدٍّيًا كبيرًا، ذلك الناتج عن العيش في بلدان حيث يوجد انشقاقات سياسيّة داخليّة وأزمات دوليّة وتحدٍّ ينتج عن الحضور  المتعصّب أحيانًا للحركات الأصوليّة والمتطرّفة التي تميل إلى الخلط بين المسيحيّين، كحاملي الإيمان المسيحيّ، وكتمثيل ثقافيّ للغرب يجب ضربه ومكافحته. وهذه ظاهرةٌ خطيرة للغاية.

في أطرٍ عديدة، تعيش الجماعات المسيحيّة في حالة انعزال وغربة غير معقولة، بالرغم من كونها خلال التاريخ مراكز دفعٍ لإشعاع المسيحيّة. يحدث هذا بالرغم من أنّ الجماعات المسيحيّة موجودة على الأرض قبل مجيء الإسلام بزمنٍ بعيد. يجب علينا أن ننظر إلى هذه الظواهر بقلق. في بعض الحالات، المشاركة الأكبر للشعوب في الحياة السياسيّة أدّت إلى تفاقم التناقضات بين الجماعات المختلفة واستيحاء الهويّة الدينيّة على حدٍّ سواء، خالطين هكذا الدين بالدولة وقامعين إذًا ذلك الاحترام للحرّيّة ومساواة الحقوق الشخصيّة والاجتماعيّة والمدنيّة والدّينيّة لجميع الأقلّيات. ليس فقط للأقلّيّة المسيحيّة. أعتقد أنّه من المفروض أن يكون هذا الاحترام مؤشّرًا للنضوج، ولبلوغ درجة من الديمقراطيّة. إنّي مقتنعٌ بأنّ التحليل السياسيّ للوجود المسيحيّ في الشرق الأوسط يجب أن يُقسم إلى بعد سياسيّ-عالميّ (الصراعات المعلنة وتلك المخفيّة)؛ وإلى بعد رمزيّ-متعلّق بالهويّة (إنّ الطابع الدينيّ السائد لبعض الحركات التي تنشأ ومع الأسف تتغذّى في التطرّف) وإلى بعد ديمقراطي (ذلك المتعلّق بالحقوق أيّ الموضوع الشائك للحريّة الدينيّة). ويجب أن يُتابع السعي لتحقيق هدف السلام الكبير، وهو هدف البطاركة، وهدف الكنيسة ولكنّي أعتقد أنّه يجب أن يكون هدف كلّ الديمقراطيّات، بتعزيز التناغم بين كلّ هذه الأبعاد. يجب أن يكون لدينا رؤية شاملة للتحدّيات التي نواجهها وللمساهمة التي يمكن أن نقدّمها. هناك حاجةٌ إلى إصلاح نسيج العلاقات بين الدول، في داخل الجماعة وبين الجماعات كي نتجنّب التمزّقات القديمة والحديثة. كلّ هذه العقد واجهتها ورقة العمل ببعد نظرٍ كبير. إنّ وثيقة المشاركة والتحضير للسينودس من أجل الشرق الأوسط تتطرّق إلى مواضيع ذات أهميّة كبرى التي هي المعرفة المتبادلة بين الديانات التوحيديّة الثلاث، الحاجة لالتزام مشترك من أجل السلام والوفاق وتعزيز القيم الروحيّة وأيضًا ذلك المفهوم، الذي يبدو لي عزيزًا بشكلٍ خاصّ، ألا وهو العلمانيّة الإيجابيّة كمساهمة للمسيحيّين في تعزيز ديمقراطيّة سليمة، علمانيّة بشكل إيجابيّ، وهي، بسبب هذا بالضبط، تعترف بدور الدين حتّى في الحياة العامّة.

لقد أثّرت فيّ جدًّا دعوة المسيحيّين إلى عدم الانطواء على أنفسهم، إلى ألاّ يتراجعوا تحت وطأة الضربات المعادية، بل إلى أن يستمرّوا في أن يكون لديهم تصرّفٌ ناشطٌ لنشر روح المصالحة. لقد أثّرت فيّ بشكلٍ خاصّ تلك الجملة الجميلة التي تسمّيها وثيقتكم "تربية السلام". هذا يعني شجب العنف، من أي جهة أتى، باسم تلك القيمة التي تعلّمونا إيّاها والتي هي أساسيّة بالنسبة لإيماننا كمسيحيّين: الغفران. من الواضح أنّه واجبٌ صعبٌ جدًّا، يتطلّب الشجاعة ولكن لا بدّ منه لاسترجاع معنى الحوار هذا بين المذاهب الذي لا غنى عنه للحصول على السلام.

من المؤكّد أنّه على المسيحيّين أن يكونوا دائمًا أكثر وعيًا لقيمة وجودهم في الشرق الأوسط الجوهريّة، قيمة معترف بها بشكل كبير. يجب على المسيحيّن أن يعوا أيضًا بالبحث مع المسلمين عن تفاهم حول كيفيّة مجابهة تلك الأوجه التي، كما التطرّف، تهدّد المجتمع. وهنا أشير إلى الإلحاد والمادّيّة والنسبيّة. يستطيع المسيحيّون والمسلمون واليهود العمل من أجل الوصول إلى هذا الهدف المشترك.

أعتقد أنّ هناك حاجة إلى أنسنة جديدة لمجابهة تلك الظواهر المنحرفة لأنّ مركزيّة الشخص البشريّ فقط هي الترياق الذي يمنع التعصّب وعدم التسامح. ولهذا السبب ترى السياسة الخارجيّة الإيطاليّة في تعزيز الحرّيات الدينيّة نقطةً أساسيّة لأنّها تتعلّق بحقٍّ أساسيٍّ لكلّ شخصٍ بشريّ. ليست المسألة جماعيّة بل هي مسألة الشخص.

لقد فعلت الحكومة الإيطاليّة الكثير. لقد التزمنا بالاتّحاد الأوروبّيّ. لقد عزّزت عملا شاملا قد يحملُ دعمًا أوروبّيًّا للحرّيّة الدينيّة، عن طريق تعزيز حقوق الأشخاص المنتمين إلى الأقلّيّات الدينيّة وفي ذهننا طبعًا الأقلّيّة المسيحيّة التي تعاني في الكثير من بلدان العالم. أعتقد أنّه على كلّ دولة أن تسهر على المسألة لتجنّب التعصّب.

لقد عملت أيضًا لدى هيئة الأمم المتّحدة في شهر أيلول/سبتمبر الماضي. وعندما تكلّمت باسم إيطاليا دعمت قراراً في الجمعيّة العامّة حول الحريّة الدينيّة وحقوق كلّ الأقلّيّات لتمارس ديانتها. أرجو أن يصل دعم كبير لفرضيّة القرار هذه (ثلاثون بلدًا تقريبًا، عبّرنا عن استعدادنا)، ولهذا أطلق نداءً. ولم تقم كلّ بلدان الاتّحاد الأوروبّيّ بهذه الخطوة. أقول هذا بقليلٍ من الحزن، ولكنّي أرجو أن ينضمّ إلى الثلاثين بلدًا الكثيرون غيرهم وبأن يُوافَق على مثل هذا القرار في الدورة التي افتُتحت للتوّ من قبل الجمعيّة العامّة.

وقد رأينا أن نعمل كحكومة إيطاليّة ضدّ حكم تعرفونه جميعكم جيّدًا ومن خلاله منعت محكمة ستراسبورغ عرض الصليب في الأماكن العامّة. إنّي مقتنع –ولكنّه أيضًا قناعة الحكومة الإيطاليّة- بأنّ الصليب يمثّل الحقّ في التعبير عن المعتقد الخاصّ وليس هناك أيّ تناقضٍ بين هذا الرمز، الذي هو رمز السلام والمصالحة، والدولة العلمانيّة التي تحمي كلّ الديانات. ولكن أيضًا هي دولة تحمي ديانتي فإذًا لديّ الحقّ في أن أمارسها علنًا.

لقد تمّ دعم عمل إيطاليا (وهو الأوّل من نوعه لدى محكمة ستراسبورغ) من قبل عشر بلدان، صغيرة مثل قبرص وكبيرة مثل روسيا. وأبيّن بألم كبير أنّ إيطاليا وحدها من بين الدول المؤسِّسة للاتحاد الأوروبيّ وقّعت على هذا الاستئناف لأنّ الدول ذاتها التي رأت أن تؤسّس أوروبّا لم تشاركنا عمل الحريّة هذا، الذي هو إذًا عمود في وثيقة الحقوق التي أراد الاتّحاد الأوروبّيّ بناءها.

بسبب وضع المسيحيّين في الشرق الأوسط نوجّه اهتمامنا ونتابع في سياستنا الخارجيّة الإيطاليّة الوجود المسيحيّ في الشرق الأوسط الذي بالرغم من الانخفاض الشامل عدديًّا، يمثّل حتّى اليوم عنصرًا أساسيًّا لتلك الدول. تعرفون جيّدًا البيانات الإحصائيّة المتعلّقة بانخفاض حضور المسيحيّين، ولكنّنا قلقون لأنّ مثل هذا التناقص هو غالبًا ما يتولّد عن عدم الاستقرار السياسيّ في تلك البلدان، وعن نقص رؤىً اقتصاديّة وعن التطرّف الذي ما زال ينتشر في بعض البلدان. إنّ الحضور المسيحيّ هو غنىً كبير لتلك المنطقة ولذلك يجب دائمًا حمايته. ولهذا إذًا تتّفق إيطاليا بقوّة مع العمل المؤاتي لسينودس الشرق الأوسط من أجل حماية الوجود المسيحيّ في الأراضي التي ولدت فيها المسيحيّة.

وتهمّنا كثيرًا هذه الشهادة التي، أوّلاً في الأرض المقدّسة، يؤدّيها المسيحيّون والمؤسّسات الكاثوليكيّة الفاعلة في المنطقة. ونرى، على سبيل المثال، بأنّ تسوية السلام المأمولة والمتأخرة للأسف، في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ستكون عندما يحلّ السلام، حتمًا عنصرًا سيُحسّن بشكل كبير وضع المسيحيّين في الأرض المقدّسة مساهمةً في الحفاظ على تلك الميزة المتعدّدة الطوائف والمتعدّدة الثقافات لمدينة القدس المقدّسة. إنّه موضوع أساسيّ يَهُمّنا نحن المسيحيّين، كما يَهمّ مؤمني الديانات الأخرى.

أفكّر بالطبع في إلتزام إيطاليا في لبنان، إلتزاما سيستمرّ، والذي لا يمكنه أن يغضّ النظر عن خصوصيّة ذلك البلد في هذا الصدد. أُذكّر تعريف الأب الأقدس الذي دعا لبنان "البلد الرسالة" بالضبط بسبب مثله في التعايش السلميّ بين الديانات، وأعتقد بأنّه على إيطاليا بالطبع أن تستمر بالألتزام بمساعدة لبنان ليس فقط في المناطق ذات الأغلبيّة المسيحيّة، ولكن هناك حيث يوجد جميع الذين يعيشون في ذلك البلد (شيعة، سنّة، دروز وبالطبع مسيحيّون) لكي يُحافظ على الطابع المتعدّد الطوائف للبنان.

أفكّر بمسيحيّي العراق. لقد زرت البلد عدة مرّات وفي كلّ مناسبة طلبت أن يُوضع حدّ للعنف وللاضطهادات (أُذكّر، بشكل خاصّ، مجازر الموصل). ودائمًا في ما يتعلّق بالتزام الحكومة الإيطاليّة، أوّد أن أذكّر لقاءاتي حديثة العهد مع رئيس كردستان العراقيّ والمهمّة في بغداد حالما تتثبّت حكومة عراقيّة جديدة. رَكّزت في تلك المناسبة على أنّ الأقليّة المسيحيّة في العراق هي عنصرٌ جوهريّ لتاريخ ومجتمع ذلك البلد.

أُفكّر بمصر، بلدٌ نحبّه ولديه تاريخ هامّ مع إيطاليا، بل أقول قرنيّ وألفيّ. نُشَجّع باستمرار الحكومة المحلّيّة لتقدّر الجماعة القبطيّة التي تعيش في مصر، في إطار تساوي الديانات الذي، على أساس الدستور، يؤكّده دائمًا أصدقاؤنا في مصر. وأذكر أنّه في غداة حدثٍ مأساوي أودى بحياة مسيحيّين في مصر بشكل عنيف، ذهبتُ إلى المكان مستقبلاً من الرئيس مُبارك، الذي عبّر عن جديد عن رسالة سياسيّة قويّة عندما قال لي وردّد علنًا "نعيش جميعًا، مسلمين وأقباط، تحت ظلّ ذات الراية لذات البلد المؤسّس على مبدأ المواطنة". هذا هو الفكر الذي يجب أن يُرَدّد ويُؤكّد باستمرار في الأرض المصريّة.

لننظر إلى تركيا، الذي تسانده إيطاليا بقوة في مسيرة التقرّب من الإتحاد الأوروبي. نسانده لأنّنا نشجّع مسيرة الحداثة والإصلاح في ذلك البلد. ننظر بالطبع إلى الجماعة المسيحيّة في تركيا، جماعة تقلّص عددها بشكل كبير، وعانت بسبب الموت العنيف لبعض رؤسائها ذوي القيمة الروحيّة غير العاديّة. ويذهب الفكر هنا بالطبع إلى سيادة المطران بادوفيزي. نحن نُشَجع أنقرة لتقوم بخطوات أخرى لحماية الأقلّيات الدينيّة وبخاصّة الأقليّة المسيحيّة. نأمل بأن يجلب خيراتٍ مأمولة ذلك الاستفتاء الدستوري الذي جعل تركيا تخطو خطوة أخرى إلى الأمام نحو أوروبا.

ولكننا ننظر إلى إيران أيضًا، ذلك البلد الذي يحاول العالم بقوة فتح حوار معه حول قضايا حسّاسة ولكن حيث تمثّل الجماعة المسيحيّة عنصرًا احتماعيًا هامًّا. من منطلق احترام الحكم الذاتي والاستقلال لكل البلدان وبالطبع أيضًا لإيران، ننظر بانتباه قوي إلى حاجات المسيحيّين الإيرانيّين وإلى إرادة كلّ الأقليّات التي تريد الحصول على دور في المجتمع.

واختم تأمّلاتي هذه متمنيًّا لأعمال سينودس الشرق الأوسط، ولإلتزام الجماعة المسيحيّة في العالم والحكومات التي مثل إيطاليا هي حسّاسة تجاه هذه المواضيع، لكي تستطيع العمل لأجل تعزيز التعايش.  لدينا بلدان هي مثلٌ إيجابيّ في الشرق الأوسط. من بينها سوريا والمملكة الأردنيّة. بلدان ننظر إليها بتعاطف أيضًا من أجل هذا العنصر الذي يميّزها، ويجب إلاّ ننسى بأنّه على صعيد الواقع المحليّ، على صعيد الجماعة والشباب والشباب اليانع، والمسيحيّين والمسلمين قد تعلّموا منذ وقتٍ طويل أن يعيشوا بسلام فيما بينهم. لنتجنّب بأن تقوم الحكومات والصراعات السياسيّة بتقسيم ما يكون غالبًا موَحّدًا في الجماعة على مستوى الحياة اليوميّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.