2010-10-21 10:19:12

حضرة السيّدة هدى معشر، مديرة كاريتاس الأردن المحترمة (الأردن)


الاثنين 18 تشرين الأول أكتوبر

يمكنني فقط وببساطة الجدّة أن أشارككم بصراحة مطلقة إنّ المأمول من هذا السينودس يتخطّى الحديث عن الماضي وواقع حال المسيحيّة في الشرق، ليخرج برؤيةٍ واضحةٍ وخطّةٍ صريحةٍ لمعالجة تحدّيات هذا الواقع وطرق تجاوزها. فلنبدأ بالإعتراف بخصوصيّة الهويّة المسيحيّة الشرقيّة وأهمّيّة تعريفها، فالمسيحيّ الشرقيّ ينتمي لقوميّة وطنه وقد ساهم وما زال يساهم في بناء الحضارة العربيّة والإسلاميّة، وهو أيضًا خليفة المسيحيّين الأوائل على الأرض.

وتتطلب خصوصيّة المسيحيّ الشرقيّ أن يبدأ حوار الأديان بين أبناء الشعب الواحد، قبلَ أو بالتزامن مع حوارات قادة الفكر فيه، حتّى يزولَ جهلُ المسيحيّ بدين أخيه المسلم، والمسلم بدين أخيه المسيحيّ.

والمسيحيّ الشرقيّ علمانيّ لا يفهم العلمانيّة بأنّها إبتعادٌ عن الدين، بل بمعنى رفضه لقيام الدولة على أسس مسيحيّة كانت أم اسلاميّة أم يهوديّة.

وخصوصيّة المسيحيّ الشرقيّ كذلك تتطلّبُ أن يحتفل المسيحيّون بأعيادهم سويّة كما هو الحال في الأردنّ حيث يحتفل المسيحيّون بعيد الميلاد حسب التقويم الغربيّ وبعيد الفصح حسب التقويم الشرقيّ، ممّا يجعل المسيحيّين يشتركون في أفراحهم وأحزانِهم معًا، فيكونون بذلك قلبًا واحدًا ووحدةً متماسكة. ويخالجني شعورٌ قويّ بأنّ المسيح سيكون سروره عظيمًا لو احتفل المسيحيّون بأعيادهم سويّة.

وأخيرًا يرى المسيحيُّ الشرقيّ بأنّه الأقدر فكريًّا على التعامل الفكريّ مع الغرب: فهو يتصدّى من وحي قناعته دفاعًا عن قضايا أمّته ويأخذ على عاتقه مسؤوليّة إيصال مفهوم الإسلام الوسطيّ إلى العالم أجمع. ولا يرى في ذلك تناقضًا مع دينه أو إيمانه. وفي الأردنّ، يعتمد المسيحيّ على "رسالة عمّان" التي أطلقها الأردن عام 2003، كأساسٍ لمفهوم الإسلام الوسطيّ المعتدل.








All the contents on this site are copyrighted ©.