2010-10-21 10:22:05

حضرة الأخت ماري أنطوانيت سعادة، عضو في جمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات، مسؤولة عن تنشئة الراهبات الشابّات وعن معلّمات المبتدئات المحترمة (لبنان)


الاثنين 18 تشرين الأول أكتوبر

نظرًا إلى حجم مشاكلنا الكثيرة وتنوّعها، أودّ أن أرفع من جديد اقتراحًا عمليًّا حول رعويّة العائلة التي هي موجودة أصلاً، لأنّها برأيي ممكنة وتندرج ضمن إمكانيّاتنا، بينما غيرها ليس كذلك: العمل معًا، ككنائس الشرق الأوسط، على ما يشكّل النسيج الاجتماعيّ وما هو في طور التقهقر: أي العائلة، نواة النسيج الاجتماعيّ الأولى والأساسيّة، والكنيسة البيتيّة. نلاحظ اليوم ازدياد عدد الأزواج المنفصلين، والعائلات الممزّقة، والمحاكم الروحيّة هنا تشهد على ذلك.

لا يخفى أنّ مسألة العائلة تشغل وتقلق الكنيسة، لكن بالرغم من ذلك، غالبًا ما نشعر أنّنا مجرّدون ضعفاء أمام هذا الكمّ الهائل من العذاب. إذا وحّدنا جهودنا ككنائس لنهتمّ بالعائلة في كلّ أبعادها، أعتقد أنّنا نستطيع الوقاية من الشقاء الكبير داخل مجتمعاتنا. ولا يخلو الأمر من أنّ التفكير سويًّا في رعويّة العائلة، رعويّة تكون بسيطة وذكيّة وفعّالة، يساهم كثيرًا في الرعويّات الأخرى كلّها: رعويّة الدعوات، رعويّة الشباب، والمرضى، والمعوّقين، والمسنّين، والأسرار، ونهايةً، رعويّة الحياة المسيحيّة بكلّ بساطة.

من أجل استعادة العائلات التي في طريقها إلى التفكّك، لمَ لا نؤسّس معًا مركز استقبال الأزواج، له كوادر وعناصر رعويّين مؤهّلين، ومرافقين يتقنون الاصغاء إلى الأزواج الذين يعانون من صعوبات، وكوادر يؤمّنون الحضور والاصغاء والنصح والمرافقة، قبل بلوغ المحاكم. فالوقاية أفضل من العلاج.

تقديم النصائح إلى الأهل، نصائح تكون أحيانًا أوّليّة لكنها ضروريّة جدًّا، حول تربية أطفالهم، فيما التحديّات التي يواجهونها هائلة لدرجة  تجعلهم يشعرون بأنّهم بلا حيلة، فيستقيلون، وبالتالي، تتضاعف الأضرار بطبيعة الحال.

تشجيع الشباب على دخول حركات مسيحيّة موسّعة، أكانت رياضيّة، ثقافيّة، أو روحيّة، شرط أن نكون قد أعدّينا مرافقين قادرين على النهوض بالعمل ومربّين متنبّهين ماهرين. هذه هي وسيلة الوقاية الفضلى في وجه إغواءات المخدّرات وأي نوع إدمان مسيء آخر.

الاعتناء بالصحوة في الإيمان داخل العائلة، كفضاء مميّز يتعلّم فيه الطفل التعرّف إلى هويّته، والنموّ من خلال تطوير مواهبه وقدراته الإنسانيّة والإلهيّة. لأنّ الإيمان يُكتسب في أحضان الأمّ، وهنا يقوم التعليم المسيحيّ الأوّل والأكثر فعاليّة وديمومة.

إعطاء المرأة موقعها الحقيقيّ الصحيح. ألا يتعيّن على الكنيسة أن تكون في الطليعة في هذا المجال، بوجه ممارسة معيّنة في بعض الأوساط المسلمة حيث تضرب المرأة وتسجن وتنتهك ويساء معاملتها، وهي مجرّدةٌ من أي حقوق، خاضعة فقط لواجبات مستعبِدة؟ قد يمثّل ذلك شهادة حقيقيّة.

يستجيب، برأيي، إصلاح النسيج الاجتماعيّ معًا، من خلال تعزيز الشخص البشريّ في صلب العائلة وانطلاقًا منها، إلى رعويّة ملحّة وفعّالة. 








All the contents on this site are copyrighted ©.