البابا يتسلم أوراق اعتماد سفير جمهورية رومانيا الجديد لدى الكرسي الرسولي

تسلّم البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الخميس في الفاتيكان أوراق اعتماد سفير جمهورية رومانيا الجديد لدى الكرسي الرسولي، السيد بوغدان تاتارو كازابان... قال الأب الأقدس إن رومانيا، ولعشرين سنة خلت، قرّرت كتابة صفحة جديدة من تاريخها غير أن السنين الطويلة تحت نير إيديولوجية توتاليتارية تترك جروحا عميقة، مشيرا إلى أن هذه الأمة قد التزمت بحزم، وبعد فرحة الحرية، بمسيرة إعادة الإعمار والشفاء...

أكّد البابا أن انضمام رومانيا للاتحاد الأوروبي طبع مرحلة هامة في البحث عن إرساء الديمقراطية الحقيقية، وأشار لأهمية مواجهة تحديات عديدة كيلا يرتكز المجتمع للبحث عن الرفاهية لا غير وشدد بالتالي على أهمية النزاهة والاستقامة والصدق، وقال إن هذه الفضائل ينبغي تشكّل مصدر إلهام لجميع مكونات المجتمع، فمن خلال إرشادها المواطنين إنما تساهم بفاعلية في إعادة تجديد النسيج السياسي، الاقتصادي والاجتماعي. 

وأضاف الأب الأقدس أن البلاد مكوّنة من فسيفساء شعوب وشدّد على أهمية حصول كل فرد على مكانه في المجتمع، وأشار إلى أن الحرية الحقة تستلزم البحث عن الحقيقة والخير، وإتمام ما هو عادل، وتحدّث عن أهمية دور العائلة في المجتمع وتعزيز نظام تربوي يشجّع الأجيال الجديدة ويهبها تنشئة قادرة على احترام قدراتهم وتنميتها، وأكد أن العائلة والتربية تشكلان نقطة الانطلاق لمكافحة الفقر واحترام كل شخص والأقليات والحياة، فهما التربة التي تتجذّر فيها القيم الخلقية الأساسية وحيث الحياة الدينية قادرة على النمو.

أشار البابا إلى أهمية تعزيز حوار حقيقي بين الدولة ومختلف المسؤولين الدينيين وتشجيع العلاقات المتناغمة بين مختلف الجماعات الدينية في البلاد، كما وذكّر باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي ورومانيا منذ عشرين عاما، وأكد أن الكنيسة الكاثوليكية ترغب أيضا بمواصلة تقديم إسهامها في بناء المجتمع والحوار مع الجماعات المسيحية غير الكاثوليكية، وقال إنها تجد في الحوار المسكوني طريقا مفضلا للقاء أخوتها في الإيمان، وأشار إلى أن شهادة الأخوة بين الكاثوليك والأرثوذكس، بروح محبة وعدل، ينبغي أن تتغلّب على المصاعب وتفتح القلوب على المصالحة.

وذكّر الأب الأقدس بهذا الصدد بثمار زيارة يوحنا بولس الثاني إلى رومانيا، الأولى لبلد ذي أغلبية أرثوذكسية وقال: ينبغي أن تشجّع هذه الثمار العديدة التزام الحوار في المحبة والحقيقة وتعزيز المبادرات المشتركة. فحوار بنّاء كهذا يشكّل خمير وحدة ووئام ليس في رومانيا وحسب إنما في أوروبا كلها.