2010-10-20 11:08:31

قدس الأرشمندريت جان فرج، مخلّصيّ، الرئيس العامّ للرهبنة الباسيليّة المخلصيّة للملكيّين السامي الاحترام (إتحاد الرؤساء العامّين) (لبنان)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

أكتفي بأن أنقل إليكم الخبرة الصغيرة لرهبانيّة المخلّص الباسيليّة؛ يقع ديرها الأم، وهو، بعمر 300 سنة، في الشوف في منطقة تعرف بتعدّديتها الطائفيّة (يسكنها دروز، مسلمون ومسيحيّون). إليكم في بعض كلمات، المبادئ التي ألهمت عملنا:

المحبّة: محبّة القريب، وإن كان مختلفًا، فتحت لنا الكثير من الأبواب المغلقة، وضمِنت لنا الاستمرار خلال 300 سنة.

المغفرة: ستّ مرّات نُهبنا، دمرّنا، قذفنا بالقنابل، وهُجّرنا من أديارنا، من رعايانا ومن منطقتنا. أكثر من 25 كاهنًا وراهبًا عُذّبوا بضراوة حتّى الاستشهاد. مع ذلك، المغفرة تبدو لنا الطريق الوحيدة للاستمرار والبقاء.

الإيمان: نحن سفراء المسيح حيث نحن موجودون. إيماننا بربّنا يعلّمنا العيش، ليس فقط لأجل ذواتنا، بل لأجل الآخرين. رسالتنا هي قبول الآخر كما هو، وخصوصًّا قبول الصليب الذي هو علامة خلاصنا.

الشهادة: نمط الحياة أكثر بلاغة من الخطابات. والناس من كلّ قوميّة ومن كلّ ديانة يشعرون  بأنّ القدّيسين يجذبونهم. لذلك يأتون ويصلّون لهم ويطلبون شفاعتهم. ديرنا، مثل أدياركم، يشكّل مكانًا لجذب الناس الذين يسعون إلى السلام والشفاعة الإلهيّة. إذًا، المثل هو ضمانة النجاح والاستمرار.

التربية: واجبنا الأوّلي تربيّة الجيل الجديد على الانفتاح، والمحبّة وقبول الآخر، وأكثر من ذلك، على الغوص إلى الاعماق لرؤية صورة الله في كلّ كائن بشريّ، وعلى تربية الشبّان على اكتشاف هذه الصورة في ذواتهم وفي الآخرين. حتّى إنّي استطيع القول إنّ البعض من إخواننا وأخواتنا المنتسبين إلى ديانات أخرى قد ثقّفونا: علّمونا الأمانة، الكرم، التفاني والاحترام...

أوّد أن أختم بالقول: لئن كانت كنيسة الشرق الأوسط تعيش أوضاع صعبة جدًّا ومؤلمة، فهي مميّزة بعيش سرّ الصليب، مشاركةً هكذا بآلام المسيح التي سوف تقودها إلى القيامة.








All the contents on this site are copyrighted ©.