2010-10-20 11:06:43

سيادة المطران يوسف كلاّس، بولسيّ، رئيس أساقفة بيروت وجبيل للروم الملكيّين السامي الاحترام (لبنان)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

عرف مسيحيّو الشرق الأوسط مصيرًا مختلفًا عن مصير جميع مسيحيّي العالم: لم يكن لهم قط دولتهم الخاصّة، ولكنهم بإنتمائهم إلى عائلات خاصّة، ظلّوا باستمرار في حالة من عدم الأمن بسبب الاضطهادات والمظالم. تحت تأثير الصدمة التي تلقوها من الإسلام وسيادته، عرفوا كيف يتكيّفون مع السلطة الإسلاميّة ويسهمون معها في بناء الحضارة. خضعوا لقوانين تمييزٍ أكثر وأقل ظلمًا خلال عصور، وعاشوا أحيانًا على هامش محيطهم، تعمّقوا بلاهوتهم الروحيّ الخاصّ وبثقافتهم الإنسانيّة، وقاموا بدور المترجمين من اليونانيّن إلى العرب وأنموا علوم الفلك والطب والرياضيات، إلخ.

هؤلاء المسيحيّون العائشون من الإيمان والمتشبّثون بمعرفة المسيح ومعرفة قوّة قيامته (رج في 3: 10)، زُجّوا على الرغم منهم في مناظرات اللاهوتيّين. من يوم إلى يوم يُكتشف أنّهم على الإيمان نفسه مع الكاثوليك وأنّهم تبعوا دائمًا رعاتهم، ورثة الرسل. لا يليق أبدًا أن يُصنَّفوا بين التيارات اللاهوتيّة المتطرّفة، كعاملي هرطقات أو انشقاقات.

يجمعهم جميعًا الإيمان المعيوش في أعمال كلّ الأيّام، في رجاء الخلاص وفي الأمانة للمسيح. بذلك هم متحدّون ويستحقّون أن يدخلوا في الشركة عينها. إنقسامهم، في رأيي، مسألة سلطة مؤسساتيّة. لا يمكن أن نطبّق عليهم صرامة الغرب العقائديّة أو القانونيّة، بل التدبير الرعويّ للقدّيس بولس (في 3: 13-16).








All the contents on this site are copyrighted ©.