2010-10-20 17:27:38

سيادة المطران سمعان عطاالله، أنطونيّ، أسقف بعلبك دير الأحمر للموارنة السامي الاحترام (لبنان)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

إنّ مسألة وحدة المسيحيّين، وصيّة سيّدنا يسوع المسيح هذه، تطورت كثيرًا عبر العصور. بالفعل، عرفت وحدة الكنيسة أزمات عديدة منها عقائديّة، وأخرى إكليزيولوجيّة مع تدخّلات سياسيّة واعتبارات إنسانيّة.

كان القرن العشرون خلافًا لذلك ولحسن الحظ، قرن الحركة المسكونيّة على أكمل وجه. بالفعل، إلتقى كبار رعاة الكنائس، البابا يوحنّا الثالث والعشرون والبطريرك أثيناغوراس وذلّلت العقبات. ومحت مبادرات الحبّ والسلام والأخوّة كلّ أحقاد القرون الماضيّة، أُزيلت الحرمات من هذه الناحية أو تلك. المجمع الفاتيكانيّ الثاني وحركات، على غرار عمل مريم لوحدة المسيحيّين المدعوّة فوكولاري وغيرها قامت بدور حاسم في التطوّر الإيجابيّ لحركة الوحدة التي شاءها الربّ.

هل يكون القرن الواحد والعشرون، الذي دشّنه رسميًّا البابا يوحنّا بولس الثاني محتفلاً في السنة الألفين بيوبيل خلاص الجنس البشريّ، استمرارًا لتجارب القرن العشرين المسكونيّة السعيدة، أو إنّه يدخل في المتاهات المعتمة للقرن التاسع عشر أو قبله للقرنين الحادي عشر والسادس عشر؟

لا بدّ للصلاة من أجل وحدة المسيحيّين من أن تعكس ذهنيّة ورؤية. وهاتان الأخيرتان يجب أن تُنتجا أعمالاً مسكونيّةً عينيّة، مثل:

 -العودة إلى مطالب دعوتنا التي تُتيح لنا أن نتحرّر من كلّ عقدة مشاعر أقليّة، وبالتالي من الخوف. بالفعل، انطلاقًا من دعوتنا، لا يسعنا أن نقع في تجربة مشاعر الأقليّة. في بيئتنا الشرق أوسطيّة، نحن المسيحيّون، لا يسعنا الكلام عن أقليّة وأكثريّة. لم يقل المسيح لنا أنّنا أقليّة. بل قال لنا: أنتم الخمير في العجين. من هذا المنظار ، نحن المسيحيّون، مع المسيح، نشكّل أكثريّة.

 -إلتزام إعطاء تربية ثقافة مسكونيّة لجميع مؤمنينا، لا سيما شبّاننا، في الرعايا، في إبتدائيّات معاهد الحياة الرهبانيّة، في كلّيّات ومراكز التنشئة المسيحيّة، إلخ.

خاتمة: هذه التربيّة على المسكونيّة تفتح واسعًا باب الحوار بين الأديان، مشروعين قد يبني تحقيقهما السلام بين الشعوب.








All the contents on this site are copyrighted ©.