2010-10-20 10:38:57

سيادة المطران أرمش نالبانديان، أسقف دمشق السامي الاحترام


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

. الهجرة

نحن، الكنائس المسيحيّة، نتألّم من مشكلة كبيرة تتعلّق بهجرة جماعاتنا من المؤمنين، ليس للأسباب أو الظروف السياسيّة أو الإقتصاديّة في البلدان التي نعيش فيها، رغم وجود الصعوبات الكثيرة الناشئة عن النزاع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ، والحرب في العراق وعدم الاستقرار السياسيّ في لبنان وفي بلدان شرق أوسطيّة أخرى. إنّ السبب الرئيس وراء الهجرة يكون في غالب الأحيان مخطّطات السياسات الغربيّة أو الدوليّة، عندما تتجاهل هذه الأخيرة وجود المسيحيّين في الشرق الأوسط وفي الأرض المقدّسة، وعندما تسمّي بلداننا بلداناً أو مجتمعات إرهابيّةً. كون بلد بلداً إسلاميًّا لا يعني تلقائيًّا أنّه بلد إرهابيّ.

2. الحوار مع الإسلام

نشهد كلّ يوم لإيماننا المسيحيّ، عندما نُرغم على إيضاح روح رسالة الإنجيل، رسالة حبّ وسلام وتسامح إلخ.، في البلدان غير المسيحيّة، بسبب السياسات الدوليّة التي تميل إلى إعلان كلّ بلد شرق أوسطيّ تقريباً بلداً إسلاميًّا راديكاليًّا وإرهابيًّا. غالباً ما يستدعي الحوار بين الأديان جهوداً كبيرة من أجل إيجاد مسار موحّد مع إخواننا وأخواتنا المسلمين، ومن أجل أن نتقبّل ونحترم حقيقة أنّ الإسلام هو أيضاً يحتوي على مبادئ الحبّ والسلام والتضامن والشهادة لله الرحيم، الخالق العظيم. لا يسعنا إلاّ أن نتوقّع من الكنائس في الغرب أن ترفع صوتها أو أن تصبّ جهودها في وجه السياسيّين وكلّ من ينوي استغلال الدين لتبرير الحرب ذات المنافع الإقتصاديّة والسياسيّة. فالسلطة المعنويّة للكنيسة لها ثقلها وقيمتها الخاصَّتان على مستوى القرارات السياسيّة الدوليّة.

3. البعد المسكونيّ

إنّ علاقة مسكونيّة سليمة للغاية وحيويّة وجيّدة موجودة بين كنائس مختلف الطوائف في الشرق الأوسط. كلّنا أمل أن تقدّم لنا الجمعيّة الخاصّة للأساقفة من أجل الشرق الأوسط فرصا جديدة لإيجاد سبل جديدة للحوار المسكونيّ والتعاون والشهادة لرسالة الإنجيل. لكنّنا نشعر بعبء عندما نقرأ في الفقرة 9 من الخطوط العريضة التعبير التالي: "وبعد الانقسامات والانشقاقات، كانت هناك، على فترات متكرّرة، جهود لإعادة بناء وحدة جسد المسيح. وفي إطار تلك الجهود المسكونيّة، تكوّنت الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة". كنائسنا موجودة في بلدان كانت مهد المسيحيّة. وهي الحارس الحيّ لأصلنا المسيحيّ. وقد بوركت هذه الأراضي بحضور المسيح نفسه وبالجماعات المسيحيّة الأولى. ينبغي علينا أن نقبل بالوقائع التاريخيّة، لكن، دون أن نطلق عليها صفة "الجهود المسكونيّة".

نأمل، من خلال هذه الجمعيّة الخاصّة للأساقفة من أجل الشرق الأوسط، إعادة تنظيم الكنائس الكاثوليكيّة فتتحقّق إعادة إنعاش شهادة الإيمان. غير أنّ رسالة الكنائس الكاثوليكيّة، وبالتالي حضورها، يمكن أو يجب أن تُفهَم فقط في الشركة المسكونيّة والوحدة مع الكنائس الأخرى في المنطقة (38). 








All the contents on this site are copyrighted ©.