2010-10-20 17:43:18

سيادة المطران كليمان-جوزيف حنّوش، أسقف القاهرة للسريان، نائب عامّ لكنيسة أنطاكية للسريان الكاثوليك في السودان السامي الاحترام (مصر)


الاثنين 11 تشرين الأول أكتوبر

المقدّمة: العالم يتقدّم ويتطوّر بسرعة هائلة بسبب عالم التكنولوجيا الحديث. فمن خلال هذا التقدّم حصلت ظاهرة الإنفتاح التي جعلت العالم في تناقض شديد بين التقدّم والتأخّر، بين القبول والرفض. أمّا الشرق الأوسط فَلم يكن مهيّئًا ولا مستعدًّا لمواجهة هذه الثورة الجديدة. ونتجت عن ذلك مشاكل كثيرة في حياة الأسرة وانْهيارات عديدة والبعد عن الإيمان. فأفاقت الكنيسة على أنّ هناك صراعًا عند البشر بين حياتهم الإيمانيّة وعالم اليوم.

اكتشفت الكنيسة أنّ هناك فجوة عميقة بين متطلّبات الحياة الروحيّة وبين متطلّبات الحياة العمليّة. إكتشفت أنّ المشكلة تبدأ من الأسرة لعدم توجيهها لأطفالها نحو حياة الصلاة والإلتزام بالذهاب إلى الكنيسة والإرتباط بالأنشطة الكنسيّة، بل تزرع فيهم الميل نحو الكسب السريع وبأيّ طرق، والسعي وراء حياة رفاهيّة مع فقداهم القيم الأخلاقيّة المسيحيّة. وبالطبع دخلت الكنيسة في هذه الدوّامة. فما كان موقفها وما هو دورها تجاه هذه العولمة؟ فهل تواجهها مشاكل وما هي؟ وهل استطاعت أن تواجهها أم واجهتها صعوبات؟ وما موقف المؤمنين تجاه هذه العولمة؟ لذلك كان على الكنيسة الناضجة، والتي فهمت رسالتها الحقيقيّة –أنّها عروس المسيح- أن تستعمل لغة الحبّ، أي لغة الربّ وبدأت بالفعل الإستفادة من التكنولوجيا الحديثة استفادةً إيجابيّة وبنّاءة لكي تستخدمها لخير الإنسانيّة، فتخرج وتبحث عن الخراف الضالّة، ذاهبةً إليهم بصبرٍ ومثابرة وبكلّ حبٍّ، وتعطي الثقة للمؤمنين العلمانيّين وتقبل مشاركتهم لكي يساهموا في العمل في حقل الربّ.








All the contents on this site are copyrighted ©.