2010-10-20 17:46:44

سيادة المطران عمّانوئيل دبَّغيان، رئيس أساقفة بابل للأرمن السامي الاحترام (العراق)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

أرجو منكم أن تعتبروا أن جميع المشاكل التي تحصل في الشرق الأوسط هي بمثابة "علامات أزمنة" أرادها وسمح بِها الربّ. إنّ الربّ قد قال: لا يسقط واحد من العصافير إلى الأرض بغير علم أبيكم، وشعر رؤوسكم نفسه معدود بأجمعه. فأنتم أثمن من العصافير جميعًا.

يقول القدّيس بولس أنّ جميع الأشياء تعمل لخير الذين يحبون الله.

إليكم بعض الأمثلة لعلامات الأزمنة:

لقد سمعنا عن المشاكل في الأرض المقدّسة، الهجرة، الصراع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ، الظلم، عدم إحترام حقوق الإنسان، إلخ. لكن هذا كلّه سمح به الربّ لأسبابٍ عميقة. لأنّ الأرض المقدّسة هي بلد حجّ، وفي هذه الأرض "الكلمة صار بشرًا وسكن بيننا" (يو 1 :14). إنّ الربّ يرغب بأن نزوره، نحبّه، نستشيره... بِما أنّ الحجّ هو استجابة لحاجةٍ روحيّة عند الإنسان، كما هو الحال في الفاتيكان بالرغم من أنّه لا يوجد سكانٌ فيه، لكنّه يعجّ دائمًا بالحجّاج. هكذا يجب أن تكون بالأحرى الأرض المقدّسة التي تضمّ على أرضها هذا المعبد الوحيد والإلهيّ، مكانًا يكتظّ بالحجّاج.  أقترح إذًا على حضرات آباء السينودس أن يطلبوا من جميع الأساقفة في العالم أجمع (شرقيّين كانوا أم غربييّن)، وبواسطة الأب الأقدس الذي لديه السلطة والكاريسما، بأن يأخذوا على عاتقهم (أتوجّه بالطبع إلى الذين لديهم الإمكانيّة) بأن ينظم كلٍّ منهم حجًّا سنويًّا، بتحديد موعد ثابت لهذا الحجّ بحيث تُشغَل كلّ أيّام السنة فتكون الأرض المقدّسة ملأى بالحجّاج الذين يصبحون بعد اغتنائهم بنِعَم الربّ، هم بدورهم مثل "السامريّة" شهودًا للمسيح. جدير بالذكر أيضًا أنّ تدفّق الحجّاج إلى الأرض المقدّسة، سيكون الحافز لإقناع المهاجرين بالعودة إلى وطنهم.

كعلامة من علامات الأزمنة، يبقى عامل هجرة قسم من مؤمنينا إلى أوروبا، إلى أميركا لإحياء إيمانهم.

وكعلامة من علامات الأزمنة أيضًا، يبقى عامل هجرة الملايين من المهاجرين إلى الخليج الذين يطلبون مساعدتنا الروحيّة. في النهاية، لنتذكّر ما قاله الربّ القائم من بين الأموات: اجعلوا من جميع الأمم (سنّةً، شيعةً ويهودًا) تلاميذَ واجعلوا كنائسكم آهلةً بالسكان.

أشكر الربّ لأنّ آباء السينودس الكثر لديهم قلبٌ واحدٌ، روحٌ واحدة، وبِما أنّهم خلفاء الرسل سوف يغيّرون طبعًا العالم، بالرغم من الصعوبات المتعدّدة. شكرًا.








All the contents on this site are copyrighted ©.