2010-10-20 17:47:46

سيادة المطران ديونيسيوس أنطوان شهدا، رئيس أساقفة حلب للسريان السامي الاحترام (سوريا)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

إنّ المجتمع الذي نعيش فيه، في هذا العصر من العولمة الكاملة، هو مجتمعٌ بأغلبيّته ماديّ، غير مبالٍ بوجود الله وبكلّ ما هو روحانيّ، يطبع في أذهان البشر أنّه بإمكانهم أن يجدوا سعادتهم من خلال المال، السلطة ومن خلال الملذّات على كافّة أنواعها.

الكنيسة الجامعة بكلّ مكوّناتِها، وبالتالي كنائس الشرق الأوسط، قد مسّها روح هذا العالم. لقد فقدت قليلاً من قدرتها على جذبِ الناس إليها، ولذلك، ألفت انتباه آباء السينودس إلى التشديد، قبل كلّ شيء، على روح التجدّد لكلّ المعمّدين.

1- تجدّد الكنيسة وكنائسنا بالروح:

عودة جميع المعمّدين إلى الرّب بالتخلّي عن روح العالم وبِحماسة في إعلان البشرى السارّة بالحبّ والإحترام للذين لا يشاركوننا إيماننا. نحن مدعوّون جميعًا بدون استثناء على أن نكون على مثال يوحنّا المعمدان "صوتٌ منادٍ في البريّة: أعدّوا طريق الربّ " (مت 3: 3). نحن مدعوّون على أن نكون مرسلين حقيقيّين يتغذّون من كلمة الله.

2- وحدة جميع الكنائس: 

إنّ المسيح يدعو جميع المعمّدين إلى أن يكونوا واحدًا كما هو والآب واحدٌ. كان قد طلب هذه الوحدة من تلاميذه ليكونوا علامةً يجذبون البشر لمعرفة الآب والإيمان به. لقد أراد أن تكون وحدتهم علامةً للأمم، "علامة بين الأمم"، نورًا يجذب البشر إلى الآب الذي يدعوهم إلى الإيمان به. لأنّ الإنقسام في الكنيسة هو خيانة لمؤسّسها وهو فضيحة لغير المؤمنين بيسوع.

أنا أعتقد أنّ ما يفصلنا عن إخوتنا الأرثوذكس هو مفهومنا لأسبقيّة بطرس. على اللاهوتيّين أن يجدوا تفسيرًا جديدًا. لماذا لا نصل إلى الوحدة في الإيمان، ولكنّ مع التنوّع؟ إنّ سينودس أورشليم عام 49 قد يكون مفتاحًا لإيجاد حلٍّ لإنقسام الكنائس. من المهمّ أن نصغي إلى الروح

إذًا، في حال تجدّدنا بالروح ووحدتنا في الإيمان، سوف تكون الكنيسة "ذات معنى"، سوف تكون علامةً بين الأمم، وستجذب البشر إلى حضنها ليكونوا جزءًا من ملكوت الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.