2010-10-20 17:47:42

سيادة المطران أثناسيوس متّي شابا متوكا، رئيس أساقفة بابل للسريان السامي الاحترام (العراق)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

العراق، بلاد ما بين النهرين Mesopotamie، بلد الحضارات، بلد ابراهيم، أور وبابل ونينوى، بلاد الكتاب المقدّس، بلاد الإيمان والشهداء. منذ انتشار المسيحيّة فيه من الأجيال الأولى، عرفَ إضطهاد حكّام الفرس وسالت فيه دماء الشهداء وغطّاه المدّ الإسلامي.

واليوم، ومنذ ثورة عبد الكريم قاسم لا يزال العراق يعيش حالة من عدم الإستقرار والمعاناة والحروب. وكان آخرها الإحتلال الأمريكيّ.

كان للمسيحيّين دومًا حصّةً في التضحيات والمعاناة: الشهداء في الحروب، وأنواع المعاناة. فمنذ سنة 2003، يعيش المسيحيّون في أوضاع صعبةٍ جدًّا ممّا تسبّب في هجرة كبيرة إلى خارج العراق. ورغم أنّه لا يوجد إحصائيّة أكيدة، ولكنّ المؤشّرات تدلّ على أنّ نصف المسيحيّين قد تركوا العراق، وربّما لم يبقَ هناك سوى نحو أربعة ماية ألف مسيحيّ من أصل نحو ثمانِمائة ألفٍ.

إجتياح العراق من قبل أمريكا وحلفائها جَلبَ على العراق عمومًا وعلى المسيحيّين خاصّةً الخراب والدمار على كلّ الأصعدة. فقد فُجّرت الكنائس، وقُتِلَ مطارنة وكهنة وعلمانيّين واعتُدِيَ على كثيرين، وخُطفَ أطبّاء ورجال أعمال وهُدِّد آخرون ونُهبَت محلاّت وبيوت.

ربّما خفّت بعض الشيء حدّة استهداف المسيحيّة في السنتَين الأخيرتَين، ولكن لا زال هناك الخوف من المجهول وعدم الأمن والإستقرار، واستمرار الهجرة مِمّا يثير دومًا هذا السؤال: ما هو مستقبل الوجود المسيحّي في هذه البلاد إذا استمرّت هذه الحال، لا سيّما وإنّ السلطة المدنيّة ضعيفة والتحدّيات مستمرّة بين مختلف المكوّنات الدينيّة والسياسيّة، علاوةً على المؤثّرات الخارجيّة من قِبَل القوى الخارجيّة ولا سيّما دول الجوار.

هذه سبع سنوات مرّت في العراق والمسيحيّة في حالة نزفٍ مستمرّ. فأين الضمير العالميّ والكلّ واقفون في وضع المتفرّج على ما يجري في العراق وعلى المسيحيّين خاصّةً.

إنّنا نريد أن نقرع ناقوس الخطر. ونسأل الدول العظمى: هل صحيح ما يقال بأنّ هنالك مخطّطًا لإفراغ الشرق الأوسط من المسيحيّين؟ وإنّ العراق جزء من هذا العمل الإجراميّ؟

أظنّ أنّ على السينودس أن يدرس بعناية هذا الموضوع ويرى ما يمكن للكنيسة أن تقوم به لمعالجة هذه الحالة السائدة في الشرق الأوسط.








All the contents on this site are copyrighted ©.