2010-10-20 11:37:23

حضرة السيّدة المحترمة عنان ج. لويس، أستاذة الشعر الإنجليزيّ الفيكتوريّ والمعاصر، القسم الإنجليزيّ، جامعة بغداد (العراق)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

أتحدّث كمكرّسة علمانيّة (Ordo Virginum) في العراق وأستاذة جامعيّة ومسؤولة الأنشطة الشبابيّة في كنيسة اللاتين، لأمثّل أمامكم العلمانيين في العراق. وأؤكّد لكم، أنّه إلى جانب الإستقرار الأمني والسياسيّ والإجتماعيّ، لا شيء بوسعه أن يقدّم للمسيحيّين أسبابا للبقاء والتجذّر في أرضهم وإيمانهم، إلاّ عبر الشروع بإهتمام رعويّ وروحيّ صادقَين، من قبل الآباء في الكنيسة. إنّ العراقيّين المسيحيّين اليوم بأمسّ الحاجة إلى تغذيتهم بالمحبّة والسند الروحيّ من كهنة مؤهّلين ومحبّين. فعظات الأحد وحصص التعليم المسيحيّ ليست بكافية لتشجيع العلمانيّين على البقاء. وعوضا عن جلب الأموال لتجديد الكنائس ولشراء الأبنية الفارغة، والأبواب المزيّنة، دعونا نبني الحجارة الحيّة، ونؤسّس مشاريع صغيرة للشباب، من الجنسين، ليكتشفوا مقدراتهم اليدويّة ومهاراتهم المهنيّة. وأيضا عبر تنظيم اجتماعات بأوقات ثابتة، لهم ولعائلاتهم، وتنويرهم على دورهم المقدّس كعلمانيّين مكرّسين في العراق، هو أيضا مهمّ. وإلاّ فانتقاد الجماعات البروتستنتيّة في التأثير على الكاثوليك لترك إيمانهم هو غير مجدٍ. وإذا كانت هذه الأمور صعبة، فزيارة البيوت هنا إيجابيّة.

بالرغم من ذلك، إنّ العلمانييّن المسيحيّين في العراق واعون إلى أنّ الكنيسة تبذل مساعٍ كبيرة، لتعميق إيمانهم وتطوير أوضاعهم الإجتماعيّة والإقتصاديّة، قدرَ الإمكان. وهم يعرفون أيضا بأنّ هذا العبء ليس على كتفي الكنيسة فحسب، لأنّه أيضا مسؤولية الحكومة العراقيّة والأسرة الدولية ، لتتشارك في هذا الحمل، ولكنّها تبقى صامتة. وبالتالي، إنّ العيش كمسيحيّين وسط ظروف صعبة، يجعل كلّ دقيقة أمن تمرّ عزيزة وغالية. فالعلمانيّون في العراق، وبخاصّة أولئك الذين يدركون أهميّة الشهادة للإيمان، سواء في أوقات السلم أو الحرب، مستمرّون في البقاء شاهدين أصيلين، ومقوّين شركتهم في الكنيسة، لأنّهم جزء لا يتجزّأ منها. وتقوم أدوارهم، التي أصبحت أقوى من أدوار بعض رجال الدين في بعض الأوقات، في مساعدة الفقراء والمرضى، وتنظيم نشاطات إجتماعيّة وروحيّة للمسنّين والشباب، وإقامة مجموعات صلاة، وفرق الخدمات الإجتماعيّة والصحيّة للمحتاجين، كما هو الحال في برامج الكاريتاس، وأيضا مساعدة كهنة الرعايا في حقول التعليم المسيحيّ والإحتفالات الليترجيّة. ويدرك أولئك المسيحيّون الملتزمون، من رجال ونساء العراق، أنّ أدوارهم تلك لا يمكن تبديلها. وبالرغم من أنّهم يواجهون الموت يوميّا، حيث تهمّهم كلّ دقيقة من الأمن، لكنّه ماضون في بناء مجتمعهم العراقي، ومخلصون في العمل بإسم كلّ المسيحيّين المهجّرين ويعانون التمييز ومهزوزي الإيمان، محاولين أن يزرعوا الحبّ والحضور السلميّ وسط العراقيّين ، بغضّ النظر عن دينهم أو جنسهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.