2010-10-20 11:36:24

حضرة السيّد أنطون ر. أصفر، عضو مجلس الإكسرخوسيّة البطريركيّة للسريان الكاثوليك في القدس المحترم (إسرائيل)


أن أكون مسيحيّ يعيش في الأراضي المقدّسة لهو شرفٌ عظيمٌ وهو دعوة وشهادة لكلّ مسيحي لوجود المسيح. إنّ الله منحنا نعمة كبيرة بوجودنا في الأراضي المقدّسة وفيها حكمة كبيرة يمكن أن تكون جليّة للبعض، والبعض الآخر لا قدرة لديه على فهمها أو تفسيرها. إنّنا مسيحيّي الأراضي المقدّسة لموجودين في مناخ لا يمكن أن يتوفّر في أيّ بلد من العالم، مناخٌ فيه تعدُّد الديانات من المسيحيّ والمسلم واليهوديّ من جهة والعربيّ والإسرائيليّ من جهةٍ أخرى. مَن يقول بأنّنا لا نستطيع العيش أو التعايش في هذا المناخ، فليهجر هذه الأرض لأنّه لا يستحقّ أن يكون شاهدًا للمسيح، نعم نحن نستطيع أن نعيش في هذه الرقعة المقدّسة من الأرض لأنّه حيث يوجد ألمٌ يوجد حياة ويوجد شهادة. كما قال أحد الأباء يومًا : "نحن موجودون في مختبر للتعايش فإذا نجحنا، نجح العالم بأسره".

إنّ الشباب المسيحيّ في الأراضي المقدّسة لهو شباب فعّال في بناء المجتمع ولكنّه بحاجة إلى الدعم الدائم والمتواصل من الكنيسة المحليّة والعالميّة على حدٍّ سواء. إنّ الشباب المسيحيّ في الأراضي المقدّسة ليثمن عاليًا دور الكنيسة في العالم في تدعيم وجوده واتّصاله في الأرض.

إنّ الكنيسة الكاثوليكيّة في الأراضي المقدّسة عملت وتعمل وستعمل على تخفيف ألم مسيحيّي الأراضي المقدّسة سواء عن طريق تأمين مؤسّسات تعليميّة صحيّة ورعائيّة وأماكن للسكن وبرامج تنمويّة. ولكنّ الكنيسة وعلى الرغم من جميع فعاليّتها وبرامجها ومشاريعها لتثبيت المسيحيّين في الأرض المقدّسة لتفتقر إلى الكثير من الموارد كي تغيّر الواقع الذي تفرضه السلطات الإسرائيليّة لتغيير معالم الأرض وخاصةً في القدس. وأشكر هنا الكاردينال فولي على وعيه وتنبّهه التامَّيين لهذه النقطة حيث أشار إليها في مقتضب حديثه حيث قال "Israeli Controlled Infrastructure makes it difficult" . إنّ الأراضي في منطقة القدس لهي شحيحة جدًّا وكثيرٌ منها مهدّد إمّا بالمصادرة أو البيع ولا قدرة للكنيسة على شراء الأراضي التي تعرض عليها كلّ يوم، ممّا يقلّل الفرص لتوفير السكن في القدس للأجيال القادمة وتثبيتهم في القدس. وإنّ الجميع يثمن عاليًا ما تفعله البطريركيّة اللاتينيّة وحراسة الأراضي المقدّسة في هذا الشأن وما فعلته كنائس أخرى، ولكنّ الأرقام تتحدّث عن طلب كبير من المسيحيّين للسكن في القدس من أجل الحفاظ على الهويّة المقدّسة. وهذا يحبط شبابنا ويزيد من أعبائهم وخصوصًا الإقتصاديّة مما يجعلهم ينجبون عدد أقل من الأطفال حيث نلاحظ في الآونة الأخيرة صغر حجم العائلات المسيحيّة.

أصحاب السيادة، إليكم بعض أمنياتي:

فتح صندوق من أجل الأراضي المقدّسة ويسمّى صندوق دعم الوجود المسيحي في الأراضي المقدّسة بحيث يوضع هذا الصندوق تحت تصرّف مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأراضي المقدّسة مع وضع آليّات خاصّة بالصندوق وذلك من أجل تحقيق الأهداف التالية:

شراء أكبر عدد من الأراضي في منطقة القدس خاصةً وبيت لحم عامةً لقدسيّة المكانَين وضرورة الحفاظ على الوجود المسيحيّ فيهما.

تشجيع الشباب على الزواج بالدعم الأوّلي لتكوين عائلة مسيحيّة.

توفير أكبر عدد من المساكن.

من أجل التقليل من العبء الإقتصاديّ على مؤمني المنطقتَين القدس وبيت لحم، العمل على الإعفاء الكامل للسكان المسيحيّين لهاتَين المنطقتَين من جميع الأقساط المدرسيّة والجامعيّة على حدٍّ سواء مما يدعم وجودهم في المنطقة ويشجّعهم على إنجاب عدد أكبر من الأطفال.

في النهاية أشكر قداسة البابا على دعوتي إلى هذا السينودس الحيويّ لمنطقتنا، كما أشكر جميع القائمين عليه.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.