2010-10-19 10:23:48

سيادة المطران بولس دحدح، كرمليّ، رئيس أساقفةعكّا نوميديا شرفًا، النائب الرسولي للاتين في بيروت السامي الاحترام (لبنان)


في نصّ ورقة العمل، يُعبَّر بوضوح عن الأسس اللاهوتيّة، الثالوثيّة، المسيحانيّة والإكليزيولوجيّة للشركة الكنسيّة. هذه الأسس قاعدة الحياة المقدّسة والتزام المعمدّين بالنشاطات الضروريّة لنموّ الكنيسة والقداسة، ولتنمية أعمال الخدمة والشهادة في قلب مجتمع البشر. هي أيضًا مرجع التشريع الذي يدير العلاقات بين أعضاء الكنيسة، هيراركيّة ومؤمنين، بين الكنائس الكاثوليكيّة ومع الكنائس الشقيقة.

يذكر النصّ الاجهزة الكنسيّة القائمة لتشجيع وتنمية الشركة بين الكنائس الكاثوليكيّة على مستوى كلّيّ، ثم على مستوى البطريركيّات، وأخيرًا الأبرشيّات. يرفع من شأن الدور الرئيسيّ للبطريرك، ثم للأسقف لتشجيع الشركة اللحمَةِ، الوحدة في التنوّع. لا يتوانى النصّ عن التشديد على "المسؤوليّة الروحيّة والأدبيّة الجسيمة" على خدّام المسيح و الأشخاص المكرّسين (فقرة 58).

ظاهرًا، كلّ شيء قِيلَ، كلّ شيء واضح؛ لكن النصّ يوحي بأنّ الواقع بعيد عن المِثال الذي أُبرز هكذا وأنّه لا يزال علينا العمل كثيرًا لتحقيق الشركة. الهيكل التنظيميّ للمؤسسات الكنسيّة والتشريع الذي ينظّم هذه البنى يبدوان كاملين، ولكن هل  تعمل هذه الآلة الجميلة؟ في الفقرة 55، نقرأ: "لتنمية الوحدة في التنوّع، يجب تخطّي الطائفيّة، في ما قد تحمله من ضيق الأفق والمبالغة كما يلزم تشجيع روح التعاون بين مختلف الجماعات، وتنسيق العمل الرعويّ، وتحفيز المنافسة في الروحيّات لا التناحر". في غير مكان (الفقرة 58) نقرأ "إن مؤمنين كثيرين يرغبون، من الإكليروس والرهبان، أن تكون حياتهم أكثر بساطة، في تجرّد حقيقيّ عن المال والرفاهات الدنيويّة، وفي حياة طهارة مشرقة وفي نقاء سلوك شفّاف".

 يبدوا لنا النصّ مهدّئًا وخجولاً؛ ولكن نقرأ فيه إتهامًا واضحًا لمساويء الطائفيّة  وتدخّل الإكليروس في الزمنيّات والحقارات، وشهيّة الربح، والبحث عن السلطة، للرفاهيّة، وعناوين أعضاء الإكليروس والرهبان والراهبات الذين يتصرّفون بدون عقدة كموظفين وذوي شأن. لا يمكن لهذه التصرّفات إلاّ  أن تجرّ الفضيحة، وتفكّك المجتمع، وتفكيك الكنيسة والديانة المسيحيّة والاعتراض عليهما، وتنظيم الشيع على أنواعها.

في العديد من الأوضاع الرعويّة الخاصّة، يواجه المؤمنون مواقف إشكاليّة لللإكليروس تعني بالفعل الشركة الكنسيّة:

-        ممارسة الواجبات الدينيّة يوم الأحد في أقرب كنيسة، مهما كان هذا القرب (محليًّا، عاطفيًّا، لغويًّا، أو غير ذلك)؛

-        التعليم المسيحيّ والمناولة الأولى، في رعيّة غير الرعيّة العاديّة، بسبب اللغة والثقافة؛

-        تحوّل مؤمن إلى كنيسة كاثوليكيّة أخرى؛

-        التعريفات الباهظة أحيانًا والمفروضة على الأسرار (العمادات، الزيجات، إلخ).

في هذه الأوضاع وغيرها يظهر الإكليروس والرهبان غالبّا أنّهم لم يفهموا ما هي "الشركة الكنسيّة".








All the contents on this site are copyrighted ©.